الرباط – المغرب اليوم
أعلن المجلس العلمي الأعلى عن توسيع مجالات أنشطته، لتشمل محاربة الفكر المتطرف في أوساط الأسرة والشباب.
وقرر المجلس، خلال أشغال دورته الخريفية، التي حضرها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تعميق النظر في آليات تطوير اشتغال المجالس العلمية المحلية، في ظل المتغيرات الحديثة، وتقوية المجتمع، وتحصين الأسرة من أسباب الغلو والتطرف، من خلال تطوير عمل المرأة العالمة والمرشدة الدينية.
كما قرر المجلس، أمام المتغيرات المحيطة بانتشار الفكر المتطرف، واتساع مظاهر استقطاب الشباب من قبل الجماعات المتطرفة، والتنظيمات الإرهابية، تعميق النظر في التحديات التي تواجه الأمة، وترتيبها حسب المستعجل منها، مشيرا إلى أبرز التهديدات الكبيرة التي تستهدف أمن الأمة واستقرارها.
ومن أجل مواجهة الفكر المتطرف، وضع المجلس نصب أعينه مهمة تأطير الشباب بالجامعات ومراكز الشباب ودور الثقافة، والبحث مع جمعيات المجتمع المدني من أجل مواجهة خطر التطرف والإرهاب.
وتطرح مهمة محاربة التطرف في أوساط الشباب، حسب المهتمين، مشكلة خطاب المجلس العلمي ومواقف علمائه من العديد من القضايا المجتمعية، والتي تجعل مهمة مخاطبة الشباب صعبة، إن لم تكن محكومة بالفشل.
وفي هذا الصدد، يقول سعيد لكحل، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، إن المجلس العلمي الأعلى غير مؤهل للقيام بهذه المهمة، لأن خطابه لا يختلف في العديد من الحالات عن خطابات التكفير لدى "داعش".
وأكد لكحل في تصريح لـ"الصباح" أن الدولة الديمقراطية تقوم على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان، وليس على مبدأ الإيمان، والتمييز الديني، متسائلا عن أي خطاب يمكن أن يقدمه علماء المجلس، لطلاب الجامعات ورواد دور الشباب.
وإذا كان محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، قد أعلن تجند العلماء من أجل حماية وطنهم، من خلال بلورة آليات جديدة للتأطير الصحيح، ترتكز على التعبئة والاستعانة بالمؤسسات التي تشتغل في المجال، وبالكفاءات النسائية والشابة بصفة خاصة، فإن الباحث لكحل يرى أن الأولى بالمجلس أن يقوم بمراقبة الفتاوى التي يطلقها، من حين لآخر عدد ممن يحسبون على العلماء والأئمة، والتي تشيع ثقافة التكفير والقتل، أمثال أبي النعيم والنهاري، وغيرهم، وأن تحارب كل مظاهر التطرف والغلو في خطاب أئمة المساجد، والتي تنشر خطابات في أوساط المغاربة لا تقل خطورة عن خطاب الدواعش.
ودعا الباحث سعيد لكحل، عضو حركة "ضمير" هيأة العلماء إلى ضرورة الانفتاح على ديناميات المجتمع، وتجديد الخطاب الديني، وتبني خطاب التنوير، عوض الاستمرار في إصدار فتاوى التكفير، التي ليست من شريعة الإسلام، لأن بناء الأمة لا يتم بإشاعة ثقافة التكفير.