تونس - المغرب اليوم
أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد في مؤتمر صحافي عقده صباح الثلاثاء، بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه داعش على مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، أن الحصيلة المبدئية للقتلى في صفوف الإرهابيين 36، و7 أسرى، واستشهاد 12 عسكرياً من مختلف الأسلاك الأمنية و7 مدنيين، وإصابة 15 بين مدنيين وعسكريين.
وفي حديثه عن الهجوم الذي انطلق فجر الإثنين، قال رئيس الحكومة التونسية، إن بعض الإرهابيين أعطوا إشارة انطلاق العملية من جامع محاذٍ لثكنة الجيش التونسي، بإطلاق آذان الفجربعد السيطرة عليه، بشكل لفت الأنظار وانتباه السكان ورجال الأمن، لينطلق حوالي 50 إرهابياً في 3 مجموعات مسلحة للسيطرة على الثكنة ومقر قيادة الحرس الوطني وقيادة الشرطة في المدينة.
مخازن وملاذات
ورداً على أسئلة الصحافيين قال الصيد، إن المعلومات الاستخباراتية السابقة خاصةً بعد الهجوم الأمريكي على صبراتة، جعلت الخطط الأمنية تقوم على رفع درجة الاستعداد والطوارئ في الجنوب بشكل عام وبن قردان بشكل خاص، ما سمح لقوات الأمن والجيش بالتحرك السريع للرد على الهجوم الكبير الذي كان يهدف إلى السيطرة على المدينة والمناداة بإمارة داعش الرسمية الأولى في تونس.
وأضاف الصيد، أن التحقيق الأولي مع الإرهابيين المعتقلين أدى إلى الحصول على معلومات خطيرة، وسمح بالوصول سريعاً إلى 3 مخازن التي كانت تحوي أسلحة بعضها متطور جداً وبكميات كبيرة، ما يعطي فكرة عن حجم وطبيعة المشروع التي كان يسعى المهاجمون إلى تحقيقه في تونس، إلى جانب بعض البيوت التي تسللوا إليها في غفلة من الأمن أو من أصحابها لتخزين بعض الأسلحة والمتفجرات فيها، إضافة إلى توفير بعض الخلايا النائمة ملاذات آمنة للإرهابيين فيها.
متسللون أم مندسون
ورفض الصيد في المقابل الإدلاء بمزيد التفاصيل قائلاً إن التحقيق انطلق مباشرة بعد انتهاء العملية الأمنية، ولايمكن الإدلاء بأي معلومات بعد، وذلك رداً على سؤال حول تسلل الإرهابيين من ليبيا، أو انتماءهم إلى خلايا نائمة قررت التحول إلى النشاط بشكل مفاجئ، ولكنه ألمح إلى أن بعض القياديين المتطرفين الهاربين إلى ليبيا كانوا بين القتلى الذين تعرف عليهم الأمن بعد العملية العسكرية والتمشيط، مشيراً إلى إمكانية وجود مهاجمين من جنسية غيرتونسية بين القتلى.
استباقية
وشدّد الصيد في أول مؤتمر صحافي بعد العملية التي ضربت الجنوب التونسي فجرالإثنين، على أن الأمن والمخابرات الداخلية أصبحا قادرين على توجيه ضربات استباقية ساهمت في دفع الإرهابيين إلى الانطلاق في محاولات متسرعة، وأشار الصيد إلى أن حصيلة العمليات المختلفة منذ بداية فبراير(شباط) وتاريخ العملية الإرهابية التي ضربت بن قردان، سمحت بتصفية 49 إرهابياً بما فيهم الذين قٌتلوا فجر الإثنين، والقبض 31 إرهابياً من أخطر القياديين في مختلف الخلايا النائمة أو الكتائب الإرهابية الناشطة في تونس أو التي تحاول التسلل من ليبيا.