الرئيسية » عناوين الاخبار
منفذ عملية سوسة سيف الدين الرزقي

تونس - حياة الغانمي

يتساءل البعض عن أخطر المتطرفين وما كانوا يفعلونه قبل أن يتحولوا إلى متطرفين، وقد بحثنا في السير الذاتية لمتطرفين تونسيين صنفوا بالخطيرين ونفذوا عمليات متطرفة كبيرة، فمثلاًا مغني الراب مروان الدويري المعروف باسم "أمينو" الذي عُرف بإدمانه على الكحول وعلى الزطلة، هذا الشاب كان معروفًا في وسطه بحبه للسهر واللهو ومعاقرة الخمرة والمخدرات، وفي عام 2012 دخل إلى سجن المرناقية وقضى هناك 8 أشهر ليخرج بعدها باسم مغاير لأمينو وهو "أبو أيمن" أجل هكذا وضع هذا الشاب نهاية لمسيرة مغني راب فأطلق لحية بطول قبضة يده ونزع قبعته الرياضية وأبدلها بطاقية سوداء تشبها بمقاتلي تنظيم "داعش" معلنًا عبر صفحته على "الفيسبوك" هجرته إلى الرقة، أحد مراكز تنظيم "داعش" في سورية.

وبالإضافة إلى أمينو، نجد منفذ عملية سوسة سيف الدين الرزقي،هذا الشاب (23 عامًا)، متفوق في دراسته إلى أبعد درجة، وهو طالب ماجستير في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا" في جامعة القيروان، وكان بارعًا في فن "البريك دانس"، الذي ملأ الشوارع التونسية منذ أعوام، ورأت عائلته وجيرانه وأصدقاؤه من أبناء الحي في مدينة قعفور فيه شابًا عاديًا، يدرس ويعمل في حيّه نادلاً في أحد المقاهي أثناء العطل، ولم يلحظ المقربون منه في البداية ميولاً خاصة نحو التشدد أو التدين الواضح، كان كأي شاب تونسي، إلى أن بدأت تصرفاته تتغير قليلاً في الفترة القصيرة التي سبقت إقدامه على العملية، خصوصًا غوصه الواضح في عالم الإنترنت وميوله إلى الانزواء، لكنها لم تكن مؤشرات تلفت الانتباه أو تنبئ بأن تغييرًا كبيرًا طرأ على سلوكه.

المتطرف أحمد الرويسي الملقب بـ"الشوكاني" وأيضًا بـ"أبو زكرياء" يعدّ بين المحسوبين على هذه التيارات الدينية المتشددة وهو من مواليد 13 أكتوبر/تشرين أول 1967 يعدّ أحد المتهمين الرئيسيين بقتل شكري بلعيد .
وقصة هذا المتطرف غريبة جدًا، فالرويسي الذي راج أنّه قضى نحبه في مدينة سرت الليبية إثر تلقيه رصاصة استقرت بصدره بعد اشتباكات بين قوات الجيش الليبي وتنظيم "داعش"، وكان يشتغل عرافًا مشعوذًا قبل الثورة وكان ملقبًا بـ"ايليوس"وكان يستقبل حرفاءه في مكتبه الكائن في شارع باب بنات وشهر بعراف البلاط حيث كان يتردد على زوجة المخلوع.
كان من أبرز المطلوبين لدى المصالح الأمنية والقضائية في تونس على خلفية اتهامه بالضلوع في أعمال عنف واغتيالات والتخطيط للقيام بعمليات متطرفة في تونس، كان محسوبًا قبل الثورة على تيار في أقصى اليسار الماركسي، وعاش في سورية لفترة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم أصبح  بعد الثورة خاصة في أواخر 2012 وبداية 2013 من أبرز قيادات أنصار الشريعة، استهدف عديد القيادات السياسية والأمنية وتحوم حوله شبهات الارتباط بقوى إقليمية ومخابراتية.
الرويسي منحرف خطير صادرة في شأنه حوالي عشرة مناشير تفتيش من أجل الانتماء لمجموعة متطرفة والقتل العمد وتهريب الأسلحة النارية، سجن في 2003 بتهمة مسك واستهلاك وترويج المخدرات، وفي 15 يناير/كانون ثان 2011 استغل حالة الفوضى في السجون التونسية وتمكن من الفرار، وبعد أشهر من فراره سطع اسمه في عالم التطرف.  
ويقف الرويسي وراء محاولة تفجير نزل في سوسة وأيضًا محاولة تفجير روضة آل بورقيبة في المنستير إضافة إلى أنه هو من استهدف الملازم سقراط الشارني، وساهم في العملية التي استهدفت 6 أعوان من الحرس الوطني في حادثة سيدي علي بن عون التابعة لولاية سيدي بوزيد، إضافة إلى اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وحسب مصادر أمنية مطلعة فإنه أشرف على أحد معسكرات التدريب بدرنة الليبية وتدرب على يديه عشرات التونسيين بين عامي 2012 و2014، كما أشرف على معسكر تدريب يضم عددًا من التونسيين، وعُرف الرويسي بسوابقه العدلية في العديد من الجنح والجنايات أخطرها مسك واستهلاك وحيازة وملكية بنية الإتجار لمادة مخدرة مدرجة في الجدول "ب" وتكوين عصابة مفسدين لتوريد مادة مخدرة إضافة إلى العنف، وكان شديد التردد على شعبة التجمع وكانت تصدر له مقالات اشهارية حول الشعوذة والتدجيل باحدى الصحف اليومية المعروفة.

اما الارهابي الخطير كمال زروق ثاني رجل في تنظيم أنصار الشريعة بعد أبو عياض والذي لقي حتفه في معارك ومواجهات في سوريا، هو أصيل منطقة الجبل الأحمر في رصيده عديد السوابق العدلية والمتعلقة بقضايا حق عام، حيث كانت تتعلق به قضايا مسك وحيازة وترويج مواد مخدرة اضافة الى السرقات المتعددة، ومن المعلومات الغريبة التي تحصلنا عليها أن زروق كان مختصا في سرقة "الغسيل"من أسطح المنازل.
كمال زروق الملقب بـ "شقيف"  والذي حرّض في اكثر من مناسبة على سفك دماء الصحفيين والاعلاميين هو في الثلاثينات من عمره وكان يقيم بالخارج ويعمل كحارس ليلي ويبيع الملابس الجاهزة وعاد بعد 14 يناير/كانون ثان 2011 إلى تونس مرتديًا للقميص مطلقًا لحيته وقد ساعده أنذاك الانفلات الأمني على الصعود الى المنابر الدينية في مساجد عدة، والجدير بالذكر أن زروق كانت متعلقة به قضية تحرش، كان أول ظهور له في أواخر 2011 في ما يسمى بأزمة النقاب بجامعة منوبة وعرف بهجومه الشرس على من أسماهم بالعلمانيين.
وتمكن زروق من مغادرة تونس عبر معبر رأس الجدير باتجاه ليبيا رغم أنه كان مصنفًا بالخطير ومطلوبًا لدى العدالة لتورطه في قضايا ارهابية.
وناس الفقيه هو أمير السلفية الجهادية في تونس والعنصر المتطرف الخطير الذي التحق بجبهة النصرة في سورية للقتال بعد أن أطلق القضاء التونسي سراحه وصدر في شأنه حكم بعدم سماع الدعوى في يوليو/حزيران 2013.

وهذا القيادي البارز في تنظيم أنصار الشريعة وناس الفقيه  البالغ من العمر 35 عامًا، عرف قبل الثورة بارتياده للملاهي الليلية وعرفت عنه براعته في الرقص الغربي، كما أن مظهره كان مريبا حيث كان يرتدي الأقراط وهو من مدمني الكحول، وناس الفقيه من عائلة معروفة بالمهدية، لم يسجن قبل الثورة، لكن بعدها تحول الى أبرز المناصرين للسلفية الجهادية وبافتكاكه للإمامة في مسجد برج بن عريف في 2013 عرف بتحريضه للشباب للجهاد في سورية، وكان الفقيه من المبايعين لأيمن الظواهري ولتظيم القاعدة ومن المعجبين باسامة بن لادن.
 مع العلم أنه ألقي القبض على الفقيه في مايو/أيار 2013 على خلفية المواجهات التي جرت بين قوات الأمن من جهة وأعضاء تنظيم أنصار الشريعة في ولاية المهدية، بسبب قرار وزارة الداخلية منع إنعقاد الملتقى السنوي الثالث لأنصار الشريعة في مدينة القيروان، ورفض منحهم الترخيص اللازم لذلك، وأودع  الفقيه بسجن المرناقية حيث خاض إضراب جوع وتدهورت حالته الصحية مما أجبره على التنقل على كرسي متحرك وقد ضغط تنظيم أنصار الشريعة قبل أن يصبح محظورًا لإطلاق سراحه ومن الغريب أنه بمجرد خروجه تخلى عن الكرسي المتحرك وتحول للجهاد في سورية .
ويعتبر وناس المحرض المباشر في عملية باردو ومفتي العملية، أما المتطرف مراد  الغرسلي فقد ولد عام 1987 في حي النور في القصرين وانقطع مبكرًا عن الدراسة واشتغل في مجال التهريب بما في ذلك تهريب "الزطلة"... ، بعد الثورة برز كداعية وجاهر بانتمائه للتيار السلفي الجهادي، والتحق بكتيبة عقبة بن نافع  منذ تشكيلها ويرجّح أنه شارك في أول عملياتها المتطرفة عام 2012، التي قُتِل فيها الوكيل أول أنيس الجلاصي شارك بعد ذلك في أغلب عمليات كتيبة عقبة  بن نافع المتطرفة منها على وجه الخصوص ذبح الجنود التونسيين في رمضان 2013، وعملية هنشير التلة في رمضان 2014، والهجوم على مقر سكنى وزير الداخلية  الاسبق لطفي بن جدو في مدينة القصرين.

يعرف مراد الغرسلي باسم "أبو براءة"  وهو اسم  ابنته ، وتمكن في فترة قصيرة من أن يصبح من القيادات المركزية لكتيبة عقبة بن نافع حتى أن هناك من يعتبره الرجل الثاني في التنظيم، وخلال شهر أكتوبر/تشرين أول 2013 تمكن من الفرار من كمين نصبه في مدينة القصرين بعد أن استعمل السلاح ضد أعوان الأمن بعد أن قضى فترة في جبال القصرين تحول إلى ولاية قفصة وتم رصده من طرف الجهات الأمنية، حيث تمت محاصرته في ولاية قفصة في أكثر من مناسبة لكنه تمكن من الإفلات من الحصار الى أن سقط  في 10 يوليو/تموز 2015.
 محمد العوّادي شُهر "الطويل" هو أحد أخطر العناصر المتطرفة في تونس وقائد الجهاز العسكري والأمني لتنظيم أنصار الشريعة المحظور والذي تم القبض عليه في برج "شاكير" في الضاحية الغربية للعاصمة بعد أن اعترف أنه كان المشرف الرئيسي على مخطط اغتيال ثلاث شخصيات مهمة من ولاية سوسة وهم ألفة يوسف والسياسي كمال مرجان والصحافية والأستاذة نزيهة بن رجيبة أم زياد.
كان يعيش في إيطاليا قبل الثورة وتحديدًا في ميلانو صحبة كل من المتطرفين محمد العكاري وسامي الصيد، وكان محمد العوادي مختصًا في تدليس هياكل السيارات والبطاقات الرمادية ضمن شبكة دولية، وبالقاء القبض عليه حوكم بالسجن في إيطاليا وهناك تم استقطابه مع العكاري والصيد وكوّنوا ما يعرف بخلية ميلانو، ومن اعترافات العوادي الموجود حاليًا في السجن أن مخطط استهداف الشخصيات الثلاث كان سيتم بعد مراقبتهم مراقبة شديدة لمدة 24 ساعة عن طريق متعاونين ينتمون لتنظيم أنصار الشريعة، لكن قوات الأمن أحبطت هذا المخطط  قبل وقوعه بساعات فقط.

والمتطرف محمد بن مختار بن ابراهيم الفرشيشي الشهير بـ"كالوتشا" والملقب بـ"الامير" من مواليد 1974 في وادي مليز والمصنف من أخطر المتطرفين في جندوبة،وقُتِل على أيدي أمراء جزائريين في كتيبة عقبة بن نافع المنضوية تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي رميًا بالرّصاص في جبال الشعانبي.
الأمير الشهير بـ وكالوتشا" تعلّقت به قبل الثورة عديد القضايا الإجراميّة المدنيّة تسبّبت في دخوله السجن في أكثر من مناسبة، حيث اتهم في قضايا تبادل العنف الشديد ومسك وحمل أسلحة إضافة إلى استهلاك المخدرات، وتمكن كالوتشا بعد استحواذه على مسجد في جندوبة من استقطاب عدد مهم من شباب جهات الشمال الغربي في إطار الدعم اللوجيستي للعناصر المتطرفة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتقدم على ساحل جنوب لبنان لقطع طريق…
المرشد الإيراني يُوجه رسالة شفوية إلى الشعب اللبناني ويؤكد…
مجلس الأمن الدولي يدعو لزيادة المساعدات المقدمة لغزة
الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران تتخذ كافة الإجراءات لحماية…
مجلس الأمن الدولي يُصوت على مشروع قرار لوقف إطلاق…

اخر الاخبار

عبد اللطيف وهبي يُؤكد أن مهنة المحاماة تواجهها الكثير…
رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية
أمريكا تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لقضية الصحراء المغربية

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية
أكرم حسني يكشف حقيقة تقديمه "الناظر 2"
يسرا وحسين فهمي يحصدان جائزة "عمر الشريف للتميّز" في…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

الأمم المتحدة تؤكد أن قوة اليونيفيل في لبنان تواصل…
بنيامين نتنياهو يُطالب غوتيريش بإجلاء قوات اليونيفيل من جنوب…
بلينكن يُجري مباحثات مع نبيه بري وميقاتي حول الأوضاع…
وزير الدفاع الأميركي يحث نظيره الإسرائيلي على ضمان سلامة…
ضغط خليجي علي بايدن لمنع إسرائيل من ضرب حقول…