تونس - حياة الغانمي
تشهد العديد من المدن والجهات التونسية اضطرابًا على مستوى تزويدها في الماء الصالح للشراب، حيث أن مشكلة انقطاع الماء استفحلت لاسيما خلال موسم الصيف الحالي في ظل ضبابية على صعيد إيجاد حلول لهذا الوضع الذي لم تشهده تونس منذ عقود، وفي هذا الإطار، تعرف 17 منظومة مائية رئيسية موجودة بالأساس في الوطن القبلي و الساحل و صفاقس و القصرين و الجنوب الشرقي و قفصة و بنزرت و الكاف و زغوان، اختلالات كبرى بين العرض والطلب منذ أعوام، الأمر الذي نتج عنه نقص حاد بالنسبة للتزويد في الماء الصالح للشراب، واحتدت وطأته بصفة ملحوظة منذ شهر يونيو/حزيران المنقضي لأسباب تتعلق بالتعهد و الصيانة.
وفي هذا السياق ووفقًا للمعطيات الصادرة عن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في أواخر النصف الأول من الشهر الجاري فإن نسبة التعهد المتصلة بتقدم تنفيذ ميزانية التجهيز على هذا الصعيد لا تتجاوز 33%، في المعدل، مركزيًا و جهويًا.
و تجدر الإشارة إلى أن تعقد الأوضاع يرجع كذلك لعدم استكمال إنجاز 10 مشاريع محورية من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مبرمجة بعنوان عام 2016 وتهم بالخصوص تزويد المراكز الريفية بالماء الصالح للشراب في 13 محافظة وتنفيذ المخطط المديري المائي لمدينة قفصة وأحوازها و إحداث محطتين لتحلية مياه البحر في صفاقس الكبرى وفي الزارات.
لكن المثير للاستغراب أنه و على الرغم من استكمال انجاز الشركة لمشاريع في ولايات مدنين ونابل و بنزرت فإن مناطق عديدة منها ما زالت محرومة إلى اليوم من التزويد بالماء الصالح للشراب لأسباب مبهمة.
و في خضم ما تعرفه البلاد من مشاكل مائية متفاقمة فقد نبه المعهد الدولي للموارد المائية "World Resources Institute" السلطات التونسية إلى ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة لمكافحة شُح المياه باعتبار أنّ المقدرات المائية للبلاد و التي تتكون أساسًا من المياه السطحية والجوفية تعاني من الاستنزاف وسوء التصرف.