تونس - حياة الغانمي
مضت سنتان منذ انتخاب الباجي قائد السبسي، في كانون الأول/ديسمبر 2014 رئيسًا للجمهورية، وبدخول شهر يناير/كانون الثاني 2017، تدخل عهدته الرئاسية التي تستغرق خمس سنوات عامها الثالث، وهو عام مفصلي بحق.
وتحدث الباجي قائد السبسي عن أهم ما ميّز فترة تسلّمه رئاسة الجمهورية، وأبرز الأهداف التي يرنو إلى تحقيقها سنة 2017. ويرى رئيس الدولة أنّ تونس بدأت مرحلة إقلاع لا يستهان بها، وجب تأكيدها وتسريع وتيرتها مع ملازمة اليقظة الكاملة في كلّ ما يتعلق بالوضع الأمني.
وشدّد على ضرورة "تقوية الوحدة الوطنية وتوطيد أسس الإعلام المتعدّد والحر والمسؤول والتشغيل وهي أمور تبقى أساسية إلى أبعد الحدود. إني باق دومًا على دفاعي عن حرية التعبير، سأظلُّ مناصرًا لاستقلالية وسائل الإعلام واحترام المهنة الصحافية. إلاّ أن ممارسة هذه المهنة ينبغي أن تستند إلى جملة من المبادئ التي يوكل تحديدها والسهر على احترامها إلى المهنة ذاتها من خلال هيآتها التمثيلية. ولا أرى أنّ السلطة مؤهلة أكثر من غيرها للقيام بهذا الدور. وأعتقد أن أمر المهنة بيد أصحابه".
و ٲكّد الباجي قائد السبسي أنّ الحرص على إتاحة مناخ ملائم للتداول على الحكم في مواعيد ثابتة وِفقَ ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج يبقى مظهرًا أساسيًا من مظاهر الديمقراطية. وعلى هذا الأساس، سيبرز التمثيل المحلي بوضوح وفي أبهى صورة من خلال الانتخابات البلدية القادمة". وعلى المستوى الإقليمي، قال الباجي قائد السبسي، "يكتسي استقرار الأوضاع في ليبيا، هذا البلد الذي يخيّم عليه شبح الانقسام المخيف وتهدّده مواجهات مسلّحة داخلية تنذر بوخيم العواقب وفادح الضرر، أهميّة قصوى، الأمر الذي يدعو تونس إلى العمل مع الجارتين الأقرب إلى ليبيا والمعنيّتين بدرجة أولى بالأوضاع هناك، وهما الجزائر ومصر، إلى تسهيل سبل الحِوار بين مختلف الأطراف الليبية وتمكينها من تحقيق الوفاق المطلوب".
وتمنّى الباجي قائد السبسي للشعب التونسي سنة سعيدة قائلًا "أؤمن بديناميكية التغيير، وهي ديناميكية أحسب أنّ جذوتها ستزداد توقّدا في قادم الأيام، وعلينا أنّ نظل يقظين ومتمسكين بالعروة الوثقى. هنالك أيضا ما هو مهمّ وما هو أهمّ. علينا أن نتوقى الاختلاف في الأهم. الأهمّ هو مصلحة تونس العليا. يستحيل كسب أي رهان ورفع أي تَحَدّ بدون الاتحاد والتوحد في كنف حب الوطن ورفعة الدولة".