جرادة - المغرب اليوم
عاد شبح انهيار المناجم في منطقة جرادة إلى الواجهة، بعد تكرر المأساة، بعد انهيار جزئي لمنجم تقليدي للرصاص في جماعة سيدي بوبكر، التابعة إلى إقليم جرادة. ولا يزال سكان القرية الناجين، الذين يتجاوز عددهم مائتي شخص، تحت حول الصدمة، جعلتهم لا يصدقون كيف أنهم أفلتوا بأعجوبة من الموت، خصوصا أن المنجم ذاته، ابتلع العشرات من أبناء قرية يمثل هذا المنجم أهم مصدر رزقهم، حيث يقدر عدد من لقوا حتفهم فيه بالعشرين شخصا، خلال السنوات القليلة الماضية.
الزياني إسماعيل، شاهد عيان، عاش انهيار المنجم لحظات قليلة بعد أن غادره، قال إن عدد من كانوا يشتغلون في المنجم، ليلة أمس، تجاوز المائتي شخص، الذين تمكنوا من الخروج منه، قبل انهياره، بتدخل من أهل القرية، عبر منفذ ثان، لا يقل خطرا من ذاك المنهار، حسب قوله.
وعن أسباب انهيار منجم الرصاص على رؤوس العمال، قال الزياني، في التصريح ذاته، إن الطريق الرئيسي المؤدي إلى المنجم تبلل بفعل المياه التي تهاطلت، أمس، على المنطقة، ما أدى إلى انهياره، بعد تسرب الماء إليه بنسب كبيرة. ويضيف الشاهد على المأساة، في التصريح ذاته، أن إنقاذ العالقين في المنجم استمر إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، إذ تدخل أهالي القرية للمساعدة في إخراج العالقين عبر الممر الثاني، الذي تجاوز فيه ارتفاع الماء المتر.
ولم يخلف الحادث قتلى، كما كان يحدث سابقا، إذ استطاع العمال في المنجم الخروج منه، بعد ساعات من الانقاذ، وأصيب اثنان منهم بكسور نتيجة انهيار الصخور، نقلوا على إرها إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، حسب شهادة الزياني.
ويعيش أهالي سيدي بوبكر، بعد سنوات طوال من العمل في مناجم الرصاص، بين جحيم دخول مناجم غير آمنة، يقول عنها أحد العاملين فيها، أن “الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود”، ومرض التسمم المعدني، الذي يسبب للمصابين به اختناقات شديدة، تحصد، في كل مرة، أرواح أبناء القرية، نظرا إلى عدم تمكنهم من تأمين العلاجات اللازمة