الرباط - المغرب اليوم
بعد سبعة أشهر من التحقيقات تخللتها جلسات ماراثونية حضرت قناة ''شوف تيفي'' كل أطوارها في قضية مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس شهر مارس/آذار من السنة الماضية، رميا بالرصاص أمام الفيلا التي كان يقطنها بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء، والتي توبع فيها أربعة متهمين من بينهم زوجته وفاء الصمدي، وصديقه المستشار الجماعي هشام مشتري وابن أخته حمزة مقبول والشوافة رقية شهبون، وبعد أخذ ورد و دفاعات من طرف المحامين وبعد اعترافات المتهمين و إنكار بعضهم وبعد استيفاء كل الشروط و استكمال الوقت القانوني أصدرت المحكمة ليلة أمس الإثنين الخامس عشر من شهر يناير/كانون الثاني لسنة 2018 أحكاما ضد الجناة الأربعة.
فقبل انطلاق الجلسة الأخيرة بقليل جاء رجال الأمن بالمتهمة الرئيسية زوجة مرداس هي و ''الشوافة'' رقية إلى القفص الزجاجي، وبدأت وفاء بالصراخ مباشرة بعد دخولها داخل القفص ، حيث هاجمت المحامين الحاضرين بعين المكان الذين كانوا ينظرون إليهما من خارج الزجاج و يتشاورون فيما بينهم إلا أنها لم تستسغ تلك النظرات التي حسبتها نوعا من التشفي وبدأت تصرخ والدموع في عينيها قائلة: '' الله يحسن العوان باراكا علينا لي فينا يكفينا''..
وفي حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال بدأت أطوار الجلسة التي افتتحها القاضي باسم الملك لينادي على المتهمين الأربعة حيث ظهر هشام المشتري ، المستشار الجماعي، المشتبه به الرئيسي في تنفيذ الجريمة، بوجه شاحب مرتديا صدرية سوداء مستندا على عكاز، فيما بدت زوجة الهالك بجلباب بني وجلس المتهمون الأربعة على كراسي أمام هيئة المحكمة لتبدأ أطوار الجلسة بدفاع دفاع المتهمين.
وفي بداية الجلسة أمر القاضي بعرض البندقية، أداة الجريمة على المتهم '' حمزة'' ابن أخت هشام والشريك في الجريمة إلا أنه لم يتعرف عليها مبررا ذلك أن جميع البنادق تتشابه فيما بينها ورفع القاضي الجلسة، التي عرفت حضور أقرباء المتهمين وغياب أبناء الهالك مباشرة بعد ذلك.
وبعد دقائق من رفع الجلسة عاد القاضي والمستشارون و النيابة العامة للقاعة لاستئناف أطوارها وجيء بالمتهمين للمرة الثانية حيث قاموا بتحية أفراد أسرتهم بوجه حزين إلا زوجة مرداس التي ابتسمت في وجه أمها وخالتها ووجهها مطمئن كأنها متأكدة من براءتها وبدأ محامو المتهمين بالدفاع عن موكليهم ملتمسين البراءة لهم ومعاتبين على المحكمة عدم قبول بعض الملتمسات، والتي كانت ستغير مجرى القضية بكل تأكيد حسب قولهم لتقوم هيئة المحكمة برفع الجلسة لمدة خمسة دقائق وبعد استئناف المحاكمة كشف حمزة ابن أخت هشام مشتري المتهم الرئيسي في قضية البرلماني المقتول مرداس خلال الجلسة التي تجرى أطوارها بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، عن مجموعة من الحقائق من بينها تلك المتعلقة ببندقية خاله، وأيضا الطريقة التي تسلم بها سيارة ''داسيا'' التي تم استخدامها في تنفيذ الجريمة.
وبدأ محامي الحق المدني بمرافعته التي التمس فيها من المحكمة الحكم بأقصى العقوبات على المتهمين طالبا لهم عقوبة الإعدام و تعويضا قدره 100 ألف درهم وجاء دور النيابة العامة التي أوضح ممثلها أن الجريمة تدخل ضمن الجريمة العادية كباقي الجرائم ولا يمكن تصنيفها بالمنظمة أو الإرهابية، إلا أن هوية الضحية، جعلها تكتسي أهمية كبيرة، وطالب هو أيضا بإعدام المتهمين.
وبعد مرافعة كل محاميي الدفاع وتقديم ملتمساتهم ببراءة موكليهم أعلن القاضي رفع الجلسة للتداول والنطق بالحكم وبعد أخذ المتهمين للقفص الزجاجي بعدما اندلعت مواجهات بين مشتري و ابن اخته حمزة، حيث هاجم هشام مشتري المتهم الرئيسي في جريمة قتل مرداس ابن أخته حمزة و صرخ بأعلى صوته ''خرجتي عليا وكلت عليك الله '' أمام الحضور ليرد عليه حمزة بصراخ هستيري ورمى بقنينة ماء على القفص الزجاجي .
و بعد كل تلك الأحداث المثيرة التي عرفتها محاكمة المتورطين في ملف مرداس، وبعدما قام حمزة برشق خاله هشام مشتري بواسطة قنينة ماء من القفص الزجاجي، دخلت زوجة هشام مشتري بعد الواقعة في حالة هستيرية . وبدأت بالصراخ داخل المحكمة..''بغيتي تْيتم الراجل على ولادو الله ياخذ فيك الحق ..''
وبعد ساعتين من رفع الجلسة عادت هيئة المحكمة للقاعة للنطق بالحكم في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الذي كان صادما للمتهمين الأربعة في غياب أسرهم الذين كانوا أمام الباب ينتظرون قرار المحكمة الذي جاء كالتالي فبعد رفضها جميع الطلبات المقدمة من محاميي المتابعين، حكمت المحكمة بإعدام المتهم الرئيسي في جريمة قتل البرلماني مرداس عبد اللطيف بعد ثبوت تورطه في الجريمة البشعة. وأصدرت محكمة الاستئناف حكمها على أرملة مرداس بالحكم المؤبد نظرا لمشاركتها عشيقها في هذه الجريمة البشعة.
وأدانت المحكمة ابن أخت مشتري ب30 سنة سجنا نافذا و الشوافة ب20 سنة سجنا نافذا حيث أصيب بعد النطق بالحكم كافة المتهمين بنوبات بكاء وصراخ هستيري، لعدم استساغتهم للحكم الذي قرر محامو المتهمين رفضه مقررين طلب الاستئناف لموكليهم.
وأصيبت عائلات المتهمين بصدمة كبيرة وتعالت أصوات الصراخ والعويل خارج أسوار المحكمة بعد سماعهم للحكم حيث بدأت أم حمزة بالبكاء بهستيرية كبيرة بعد رؤيتها لسيارة الشرطة خارجة من أبواب المحكمة وهي تقل المتهمين وهي تصرخ ''أولدي حمزة لمن خليتيني''، كما انهارت أم وأخت هشام وبدؤوا بالنداء على أخيهم ''وا هشام واهشام'' لنتنهي بذلك فصول أبشع جريمة هزت المغرب عنوانها ''الجنس و المال و القتل''.