مرت المؤتمرات التأسيسية للمكاتب الإقليمية للاتحاد العام للعمال في المغرب، التي جرت الأسبوع الماضي في الدار البيضاء، في أجواء وصفت بالباردة، رغم أن الذي أشرف على هذه المؤتمرات هو نعم ميارة الكاتب العام لهذه الذراع النقابية لحزب الاستقلال وصهر المالك الجديد للحزب حمدي ولد الرشيد، وكان لافتا للانتباه غياب منسق جهة الدار البيضاء فؤاد القادري والعديد من الأسماء الاستقلالية البارزة عن هذه المؤتمرات في كل من البرنوصي وعين السبع وآنفا ومرس السلطان خلافا لما جرى به العرف زمن حميد شباط.

وذكر مصدر مطلع، كيف أن كل الاستقلاليين ومنتخبي الحزب والمتعاطفين معه كانوا يحضرون إلى مثل هذه "المحطات النضالية" التي كانت تحدث استنفارا أمنيا وسط المدينة، فيما اليوم تحول كل شيء إلى مجرد ذكرى من ذكريات الماضي، وأن عملية تشكيل هذه المكاتب الإقليمية للنقابة الاستقلالية جرت "تقريبا" بنفس الوجوه والحضور في أكثر من عمالة، فيما تحدثت أنباء عن غياب أسماء استقلالية معروفة عن هذه الأنشطة النقابية مثل ياسمينة بادو ونصر الله والحاج منتصر.

وألقى الكاتب العام الجديد للنقابة كلمة خالية من أي مضامين سياسية تحدث فيها عن جوانب تنظيمية صرفة، فيما كان المطلوب، يقول المصدر نفسه، أن يلقي الكاتب العام كلمة بمضامين تسائل السياسات الحكومية في مجال العمل والصحة والتعليم وكل القضايا الكبرى التي تهم المواطنين، وأنّ كلمة نعم ميارة خلقت لبسا داخل أعضاء النقابة، الذين أصبح بعضهم يترحم على زمن شباط، خاصة هذه الكلمة لم تتطرق إلى موقف الاتحاد العام للعمال من حكومة العثماني ومن الحوار الاجتماعي ومن الاحتجاجات التي تشهدها جرادة أو غيرها من المناطق المشتعلة بالمغرب.