الرئيسية » عناوين الاخبار
أطفال مغاربة مشردون

الرباط ـ إدريس الخولاني

المغرب اليوم حياتهم  عذاب. هذا ليس عنوان مسلسل او فيلم درامي، إنها الحقيقة المرة التي لا يجب القفز عنها.  أطفال كالزهور الذابلة بسبب تكالب عاديات الزمن الرديء ، في غياب حقوق متعارف عليها دولية، يكاد الحق في الكرامة الانسانية صعب  المنال لتحقيقه. الطفولة المغربية في خطر مادامت احلامهم مؤجلة الى مستقبل مجهول ملبد المجازفة و موسوم بالنهايات المعذبة". "المغرب اليوم" يكشف الواقع المخزي للطفولة المغربية المحرومة من شروط الحياة الكريمة بحيث تحولت مدينة بني انصار والناظور في السنوات الأخيرة إلى بؤرة لتجمع أطفال الشوارع المتشردين، ويفد على المدينة العديد من الأطفال من مختلف المناطق والمدن المغربية ينتظرون فرصة سانحة للدخول إلى مليلية أو عبر الميناء.

وقد تنامت هذه الظاهرة بشكل لافت للإنتباه، وبلغت ذروتها في الأشهر القليلة الماضية. فتحولت شوارع بني انصار والناظور وبعض المباني المهجورة والحدائق إلى مناطق خاصة لإيواء أطفال الشوارع الذين تعج بهم المدينة. وتتحدث العديد من المصادر عن إستغلال جنسي لهؤلاء الأطفال من قبل عصابات منظمة تستهدفهم بالإعتداء عليهم، في الوقت الذي إتخذت فيه السلطات المسؤولة موقف المتفرج من هذه الظاهرة التي لم يعد السكان قادرين على تحمُّلها.

وتعيش بني انصار وضعًا مزريًا بسبب إنتشار المتشردين والمتسولين في كل مكان، ناهيك عن حشد من الأطفال القاصرين الذين غادروا مجبرين المدارس بسبب الفقر المدقع ليكون ملاذهم الوحيد محيط السوق المركزي وشارع يوسف بن تاشفين، المحفوفين بالمخاطر، في ظل غياب مرافق للترفيه والتربية والحق في اللعب، تنقدهم من مخالب الضياع والتشرد والحرمان من أبسط الحقوق التي تنص عليها المواثيق الدولية.

وبات العديد من الأطفال، يتربصون بالحافلات والشاحنات المتوجهة إلى أوروبا عبر البواخر الراسية في ميناء بني انصار، من أجل التسلل إليها، غير مكترثين بالمخاطر التّي تهدد حياتهم نظير موجة الحرارة والدخان الذي تنفثه الحافلات والحصى المتطاير من العجلات.فأمام وكالات الأسفار ببني انصار والناظور، حشود من الأطفال تتراوح أعمارهم مابين 14 و18 عاما، ينتظرون تحرك الحافلات المتخصصة في النقل الدولي، المتوجهة إلى ميناء بني أنصار ومنها إلى إسبانيا، للإرتماء تحت هياكلها بطريقة خاصة، والإختباء بأمكنة أسفلها في غفلة من المراقبين الذين يحرصون على عدم تسلل الأطفال إليها.

ويلفت الإنتباه منظر رجال وهم يسحبون أحد القاصرين تسلل إلى أسفل إحدى الحافلات، في الوقت الذي يتمسك فيه بهيكل الحافلة، مصرًّا على المكوث أسفلها، غير أنه أمام قوة الرجال لم يجد بدا من الخروج، قبل أن تنطلق الحافلة، تاركة وراءها دخانا كثيفا وسرابا من الآمال والأحلام التي تبخرت. ورغم تمكن البعض منهم من الوصول إلى إسبانيا، فإن السلطات الأمنية الإسبانية التي تراقب الحافلات بدقة مستعينة بأجهزة متطورة وبالكلاب المدربة، تجهض أحلام هؤلاء القاصرين ليعودوا من حيث أتوا، بل منهم من يعاود الكرة إلى أن يفلح في الوصول إلى الأراضي الإسبانية، لينضاف إلى تلك الحشود من المهاجرين السريين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، للتسكّع في شوارع وأزقة المدن الجنوبية بعد أن يكونوا خرجوا سالمين من عملية ”الحريك ”.

ويلجأ العديد من القاصرين إلى القفز في مياه البحر على أن يقعوا في قبضة الأمن الإسباني، ويسحبون للوصول الى بر الأمان، ليتم إيداعهم مركز إيواء القاصرين، ومنهم من يلفظ أنفاسه الأخيرة في مياه البحر لتنتشل السلطات الإسبانية جثته، و سبق وسائل اعلام محلية و مواقع التواصل الاجتماعي أن تفاعلت مع  مأساة  طفل يتحدر من مدينة فاس، كان يعتزم عبور معبر بني انصار بالناظور والدخول إلى مدينة مليلية، غير أنه تعرض لإعتداء من طرف حارس أمن إسباني وجه إليه ضربات قوية هشمت رأسه الذي تدفقت منه الدماء .

الأكيد أن تقارير دولية وحتى وطنية لجمعيات حقوقية رسمت صورة داكنة السواد لواقع  مظلم يفتك بآمال و احلام الطفولة المغربية ، حكومة بنكيران تعترف نسبيا  بالتقصير في احترام حقوق الطفل و ان حاولت ما من مرة  في حضرة المحافل الدولية رسم صورة وردية عن واقع مدمٍ ، فلا يكمن تجميل القبيح  بالخطب السياسية و الشعارات البراقة ، ما لم تترجم النوايا و إن كانت حسنة  الى واقع ملموس يتحسسه الطفل المغربي و يجبره عن  العدول للمجازفة بحياته من اجل الحياة الكريمة.؟؟

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حرائق في إسرائيل بعد سقوط "شظايا صواريخ" وحزب الله…
جو بايدن يعتزم إقناع ترامب بمواصلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا
ارتفاع قياسي في المساعدات الأجنبية الموجهة للجمعيات المغربية خلال…
عبدالله بن زايد وبلينكن يبحثان هاتفيا التطورات في المنطقة
الملك محمد السادس يهنئ دونالد ترامب بمناسبة انتخابه مجددا…

اخر الاخبار

تعيين المغربي عمر هلال رئيساً مشاركاً لمنتدى المجلس الاقتصادي…
عبد اللطيف لوديي يُبرز طموح المملكة المغربية في إرساء…
لقجع يُبرز المكانة التي وصل إليها المغرب والتحديث الشامل…
الملك محمد السادس يُهنئ الرئيس الفلسطيني بمناسبة العيد الوطني…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

فلسطين ترحب بتصريحات الرئيس الفرنسي التي تدعو إلى وقف…
وزارة الخارجية السورية تُدين القصف الإسرائيلي لـ معبر حدودي…
وزارة الخارجية المصرية ترحب بدعم مجلس الامن لسكرتيرعام الأمم…
الولايات المتحدة تُجدد دعمها للحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء…
وزير الخارجية البريطاني يُكرر دعواته لوقف إطلاق النار الفوري…