الرباط - يوسف حمادي
لم تكن الانطلاقة الأولى التي دشن بها نزار بركة حملته الانتخابية للوصول إلى أريكة الأمين العام لحزب الاستقلال، أقدم حزب في المغرب، عشوائية، فبركة خريج مدارس الاقتصاد ، ورئيس سابق لمديرية التوقعات المالية بمديرية الدراسات، عرف كيف يحسب وصوله إلى الأمانة العامة لحزب الزعيم علال الفاسي.
لقد كانت الأسابيع الأخيرة في العاصمة الرباط، وفي مقر الحزب " العتيد " بالضبط، ساخنة جدا ، لدرجة أن هناك من وصفها بـ " أيام الحزب على الصفيح الساخن " ، وأن نزار بركة ، الذي كان يقود مجموعة المختلفين مع حميد شباط ، الأمين العام السابق للحزب ، رغم أنها كانت قيادة متعبة خلصت إلى التراشق بالصحون في اجتماع " التوافقات " الأسبوع الماضي بمركب الأمير مولاي عبد الله .
والسياسة تعلمك فن التكتيك لتحقيق الأهداف، بهذه العبارة افتتح نزار بركة تصريحه لـ "العرب اليوم "، السبت بعد إعلان فوزه أمينا عاما لحزب الاستقلال ، مؤكدا أن المرحلة الحالية في بلده المغرب هي مرحلة تصحيح المسارات السياسية وإعطاء العمل السياسي ما يستحقه من التزام وأخلاق ومسؤولية ليكون في مستوى المرحلة، ويتجاوب إيجابيا مع طموحات الوطن والمواطنين.
وأشار حفيد الزعيم علال الفاسي، جده لأمه، إلى أن السياسيين في المغرب كانوا دائما يختلفون في عدد من القضايا ، لكن سرعان ما كانوا ، بعد أخذ ورد ، يعودون إلى اتخاذ القرار الصائب والعمل بما يخدم مصالح البلاد والعباد، "فلا يمكن دائما المشي على طريق سليم ، فأحيانا تكون هناك أشواك وسط الطريق" . يعلق بركة ، ناصحا السياسيين بالحكمة والتروي في اتخاذ القرارات .
يذكر أن رئيس مؤتمر حزب الاستقلال لانتخاب أمينه العام الجديد ، نور الدين مضيان ، كان قد أعلن أن 1238 مصوت ، من أصل 1284 ، شاركوا في عملية التصويت، السبت، لانتخاب الأمين العام للحزب ، وأن نسبة المشاركة في العملية بلغت 96.24%.
وفي نفس السياق كشف الناطق الرسمي باسم الحزب، عادل بنحمزة ، أن تفوق نزار بركة على شباط تم بفارق 690 صوتا ، بخلاف المؤتمر السابق حيث أسقط شباط سلفه عبد الواحد الفاسي ، بـ 20 صوتًا فقط ، معلنا ، بنحمزة ، أن حميد شباط حصل على 234 صوتا مقابل 924 صوتا لنزار بركة ، وبذلك ، تكون نسبة 80 في المائة من الأصوات قد اختارت نزار بركة أمينا عاما جديدا لحزب الاستقلال .
للإشارة فإن نزار بركة نشأ في أسرة سياسية عريقة ، وأن جده لأمه هو الزعيم المغربي علال الفاسي، حاصل على درجة دكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة إكس مارسيليا 3 بفرنسا ، عمل مدرسا بجامعة محمد الخامس بالعاصمة الرباط ، التحق بوزارة المالية سنة 1996، وتدرج في عدد من المناصب والمسؤوليات ، من بينها رئيس مصلحة التوقعات المالية بمديرية الدراسات والتوقعات المالية، قبل أن يعين رئيسا لقسم السياسة الاقتصادية، ثم قسم التحليلات الماكرو - اقتصادية.
والتحق الأمين العام الجديد بحزب الاستقلال سنة 1981 ، ثم تدرج في عدد من المسؤوليات داخل الحزب ، بدء من انتخابه عضوا بالمجلس الوطني سنة 1989 ، ثم اللجنة المركزية سنة 1998 ، قبل أن يصبح عضوا باللجنة التنفيذية للحزب منذ 2003 .
وعينه العاهل المغربي الملك محمد السادس عضوا بلجنة ابن رشد لتقوية التعاون بين المغرب وإسبانيا ، هو عضو مؤسس للرابطة المهنية للتفكير والتوجيه، وعضو المجلس الإداري للجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.