تونس-حياة الغانمي
وردت مكالمة هاتفية على مركز الحرس الوطني في مدنين الجنوبية من أحد ساكني الجهة مفادها بأن أحد جيرانه أشهر سكينا في وجه والديه، وبتحول وحدات الحرس الوطني على عين المكان تم العثور على شخص يبلغ من السن 28 عاما جاثما على جثة أبيه البالغ من السن 65 عاما وهو موظف متقاعد وذلك في محيط المنزل بعد أن قتله، وباقتحام المنزل وإبعاد الجاني تبين أن الأب فارق الحياة.
وبمراجعة النيابة العمومية من طرف مركز الحرس الوطني في المكان أذنت بإحالة الموضوع على فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني في مدنين والاحتفاظ بالجاني ومباشرة قضيتين عدليتين في شأنه، الأولى موضوعها القتل العمد مع سابقية القصد والثانية موضوعها محاولة قتل نفس بشرية.
هذا، ومن خلال التحريات الأولية تبين أن الجاني قام في مرحلة أولى بالاعتداء على والدته، إلا أنه بتدخل والده للدفاع عنها رد الجاني الفعل وقتل والده..
علما بأن الجاني أنهى دراسته الجامعية في مدينة المنستير وتحصل على شهادة جامعية في مجال البترول وكان خلال فترة إقامته بالمنستير يقطن في منزل على وجه الكراء رفقة والده.
كما تبين أن الجاني استيقظ صبيحة يوم الجريمة من نومه مرددا عبارة "المسيح الدجال جاء" وعند استفساره من قبل والدته عن سبب ذلك اعتدى عليها بواسطة سكين على مستوى رقبتها ما تسبب لها في جرح عمقه 2 سنتيمترات.
وقد تدخل والده لمنعه من الاعتداء على والدته فقام بطعنه هو الآخر بسكين. هذا، وأثناء تدخل وحدات الحرس واقتحام المنزل لتحرير الضحية كان الجاني يردد: "خليني نقتل المسيح الدجال، راهو يكرهني".
وتبين من خلال التحريات الأولية أن المعني بدأت تظهر عليه منذ شهر علامات اضطراب نفسي وحاولت عائلته نقله في العديد من المناسبات إلى مستشفى لعرضه على طبيب نفسي في مدنين إلا أنه كان في كل مرة يرفض ذلك.
ويبدو أن الفاعل حسب تأكيد مصادر رسمية من الحرس الوطني استعمل نفس أسلوب "شلانكا" لتنفيذ جريمته.
وما زالت التحريات جارية لمعرفة علاقته بعبدة الشيطان حيث تم التفطن إليه وهو يتحدث في عالم آخر قبل الجريمة بثلاثة أيام حسب اعترافات عائلته وحتى عندما كان جاثما على جثة والده كان يصرخ قائلا: "هاني سيلت دمك يا مسيح يا دجال".
وتبين من خلال التحريات مع القاتل أنه يدخل في نوبات هيستيرية فيكون ضاحكا أحيانا وباكيا أحيانا أخرى وكان يردد أن المسيح الدجال استفزه كثيرا وأهانه وكان يردد عبارة "يكرهوني.. انتقمت من المسيح الدجال".
هذا ونفى أن يكون أراد قتل شقيقته بل استهدف فقط والدته ثم والده نافيا أي رغبة في القضاء على شقيقته حسب التحريات. وبمراجعة النيابة العمومية أذنت بإحالة الجاني على طبيب مختص للتثبت من سلامة مداركه العقلية مع العلم بأنه كان يستعمل طقوسا غريبة خلال التحريات والأبحاث.