الرباط - المغرب اليوم
قال القيادي الجزائري بالجبهة الإسلامية للإنقاذ، الشيخ علي بلحاج، إنه كان يمكن للجزائر أن يكون لها دور في التقليل من الخسائر الناجمة عن 3 كوارث عبر فتح فوري للحدود مع المغرب وليبيا لجعل الناس يساهمون في التقليل من خسائر الزلزال في المغرب والحرائق في الجزائر والفيضانات في ليبيا.
وقال بلحاج: “ما يحزنني ويحزن الكثير من الناس في الجزائر والمغرب وليبيا، أنه في وقت المصائب الكبرى يجب ترك الخلافات السياسية جانبا ريثما تتم معالجة الجوانب الإنسانية، وكان الأصل بالنسبة للحكومة الجزائرية أن تفتح الحدود البرية بشكل فوري مع المغرب وليبيا، وأن تسمح للشعوب بأن تترجم تضامنها الإنساني بعيدا عن قيود السياسة وشروطها”.
وأضاف “علينا أن نتذكر أن أول من يهرع لنجدة أخيه الإنسان هو الشعوب أولا، فهي المعنية بشكل مباشر بمساعدة بعضها البعض في انتظار أن تأتي أجهزة الدولة بوسائلها وأدواتها المتقدمة.. فتعاطف الإنسان مع أخيه الإنسان فطرة فطر الله الناس عليها لا يجب على أي حكومة أن تقمعها”.
وأشار بلحاج إلى أنه في الوقت الذي يجب الرضا فيه بالقضاء والقدر خيره وشره، فإنه لا يجب إعفاء المسؤولين على إدارة الشأن العام من مسؤولياتهم في حماية حياة مواطنيهم وتأمينها.
وقال “كثير من الناس يتحدثون عن هذه الكوارث سواء تعلق الأمر بالزلازل أو بالأعاصير، لكن الفارق الوحيد بين الزلزال والإعصار، أن الإعصار يمكن للإنسان أن يحتاط له.. ولا نرمي الأمور كلها على القضاء والقدر، لأنه لا يستدل به في هذه المصائب.. وكذلك الزلازل، عندما ترى سكان الجبال منذ سنوات، كيف لا يتم وضع طرق سالكة لهم.. هناك جانب من القضاء والقدر هذا صحيح.. لكن التقصير الذي يدخل في دائرة الاحتياط والأخذ بالأسباب يجب أن يحاسب عليه هؤلاء”.
وانتقد بلحاج بشدة موقف السلطات الجزائرية التي اشترطت منذ البداية موافقة السلطات المغربية على إرسال المساعدات، معتبرا ذلك شرطا غير مناسب ومن شأنه إهانة الجهة المقابلة، لكنه أيضا انتقد موقف الرفض لقبول المساعدة.
وقال “عندما تمت إعادة الطائرات المغربية التي كانت قادمة إلى الجزائر للمساعدة في إطفاء الحرائق، اعتبرت ذلك عملا غير مقبول، والقائمون عليه يتحملون جزءا من المسؤولية في الخسائر البشرية بسبب نقص الآليات المساعدة في إطفاء الحريق، والأمر نفسه أراه في رفض قبول المساعدات الجزائرية”.
ورأى بلحاج أنه بهذه المواقف المتبادلة بين النظامين الجزائري والمغربي ضاعت فرصة أخرى أتاحتها محنة الزلزال كي يلتئم هذا الجرح الجزائري-المغربي الغائر، وتطوى صفحة الخلافات التي أثقلت ليس فقط كاهل الشعبين الجزائري والمغربي بل كاهل شعوب المنطقة المغاربية”.
وأنهى حديثه قائلا: “في هذه الجوائح الشعوب تتحرك بطريقة عفوية وتستطيع أن تنجي كثيرا من الناس، وهذا حدث لنا في زلزال الشلف وتيبازا، حيث الدولة أتت بعد ساعات.. فالصبر عند الساعات الأولى.. ولكن ماذا عسانا نقول في وجه قرارات سياسية نافذة تصد حركة الشعوب إلى الأمام وتمنع وحدتها وتسهم في تعمق مآسيها!؟”.
قد يهمك ايضاً