الرباط - المغرب اليوم
علق السياسي المغربي سعد الدين العثماني، على التبعات النفسية التي سيتعرض لها المواطنون المغربيون جراء الزلزال الذي ضرب البلاد فجر يوم السبت.
وشدد العثماني وهو طبيب نفسي ورئيس الحكومة المغربية السابق، على ضرورة توفير الدعم النفسي والمعنوي للناجين من زلزال الحوز المدمر، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم وممتلكاتهم هم أحوج ما يكون لهذا النوع من الدعم.
وقال العثماني في حديث لجريدة "هسبريس" الإلكترونية بهذا الصدد: "لا شك أن الدعم المعنوي والنفسي مهم جدا، لأن وجود ضحايا من الأقارب وداخل الأسرة له تأثير كبير في النفس يحتاج معه الإنسان إلى المواساة ورفع المعنويات".
وأوضح العثماني أن تأثير الكارثة على الإنسان يسمى بـ "الصدمة" وعادة ما يصاب الشخص بأعراض أو قلق ما بعد الصدمة، ما يحوجه للتكفل والرعاية الخاصة في مثل هذه الحالات".
وأشار إلى أنه يتوجب على الجهات المختصة في الوقت الراهن إجراء تقييم أولي وإنقاذ من يمكن إنقاذه، موضحا أن هذه العملية قد تستغرق أياما أو أسابيع، قائلا "إن الحديث عن الدعم النفسي المتخصص للناجين من الزلزال حاليا سابق لأوانه".
وبين أن وجود الأفراد إلى جانب شخص فقد أحبابه في الزلزال يعتبر دعما معنويا ونفسيا بحد ذاته، مؤكدا أن هذا النوع من الدعم يمكن لأي شخص تقديمه سواء من خلال المواساة أو قضاء بعض الأغراض وتوفير الحاجيات الضرورية.
كما أوضح أن تدخل الأطباء النفسيين سيأتي بعد أسبوعين من الكارثة، لافتا إلى أن ليس كل من تعرض لكارثة يحتاج إلى علاج طبيب نفسي، وأن من يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج هم فقط الذين يلازمهم نفس القلق والحزن بعد أسبوعين من الكارثة.
وخلص العثماني إلى ضرورة استثمار الدين في مثل هذه الفترات، معتبرا أن "تذكير الإنسان بالله وبأن الزلزال قدر لا يتحكم فيه أحد، ورفع نسبة الثقة والرجاء في الله، وتبيان أن الذين توفوا شهداء، لا شك أن ذلك يخفف ولو قليلا على الناس الذين فقدوا أقارب لهم، وهذا جزء أساسي من الدعم النفسي والمعنوي".
وضرب زلزال مدمر بقوة 7 درجات عددا من مدن المغرب فجر اليوم السبت موقعا مئات القتلى والجرحى، ومخلفا أضرارا جسيمة في المباني السكنية والأثرية والمنشآت الحكومية، وسط مخاوف من هزات ارتدادية.
بدورها، ذكرت وسائل إعلام مغربية أن الزلزال الأخير الذي ضرب البلاد هو أقوى زلزال يضرب المملكة منذ قرن.
قد يهمك ايضاً