الرباط - عبد الرحيم بنشريف
نبه المصطفى بنعلي أمين عام جبهة القوى الديمقراطية الى خطورة خطاب التيئيس الرامي إلى إضعاف المشاركة في الانتخابات المقبلة.
وقال بنعلي في لقاء إذاعي أن الحديث عن فقدان الثقة، خصوصًا في أوساط الشباب، يؤطره توجه ممنهج يهدف الى تبخيس وزرع الشك في العمل السياسي و في جديته لاعتبارات انتخابوية صرفة تحاول الحفاظ على الأغلبية الحالية.
و أوضح بنعلي خلال استضافته، في برنامج نخب صاعدة، على أمواج الإذاعة الوطنية، على أن التوجه الذي يتحدث على أزمة الثقة لدى المغاربة، يسقط عمليًا في خدمة الأجندة السياسية التي تهدف إلى تحييد دور الشباب التواق إلى التغيير، مؤكدًا على حضور ووعي الشباب المغربي وتطلعه الى العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، بدليل قيادته لكل المعارك والحركات الاحتجاجية التي تدافع على المطالب والقضايا العادلة للشعب المغربي.
وقال بنعلي إن الممارسة أظهرت على امتداد خمس سنوات تراجع جميع مكتسبات الشعب المغربي سياسيًا اقتصاديًا اجتماعيًا وثقافيًا وحقوقيًا، لذلك كان طبيعيًا أن يتشكل هذا الخطاب التيئيسي، الذي يستهدف الفئات التي تحمل الأمل في المستقبل، كما كان طبيعيًا، يضيف المتحدث، استهداف قتل الأمل لدى الشباب للالتفاف على تقديم الحساب أمام المغاربة.
وقال بنعلي أن الثقة والتغيير يتأتيان من الاطمئنان على المستقبل، وأن العمل السياسي الجاد في هذه المرحلة، يتمثل في إعادة الثقة للمغاربة، من خلال تقديم برامج عملية وواقعية قابلة للتطبيق، ومن خلال توفير آليات الاشتغال الديمقراطي، مشيرًا إلى واجب الأحزاب السياسية وقنوات الوساطة والتمثيل الموجودة في المجتمع لتأهيل نفسها لتكون في مستوى المهام الدستورية الموكولة إليها.
وأشار بنعلي أن الخطاب المقصود الذي يهمش الأحزاب والنقابات والجمعيات، ويحاول الخلط بين أدوارها، هو خطاب لخلق نوع من الضبابية، بهدف الاستفراد بعموم الشباب المغربي. ونبه بنعلي الى أن الحكومة والأغلبية التي أفرزتها أول انتخابات في ظل دستور2011، حاولت الاستحواذ على شعارات رفعها الشارع المغربي، بما هي امتداد لنضال وتضحيات الأحزاب الوطنية الديمقراطية وكل القوى الحية في المجتمع المغربي.
المصطفى بنعلي ذكر بأن جبهة القوى الديمقراطية تعتبر استحقاق سابع أكتوبر محطة مهمة ترهن مستقبل المغرب، وهي محطة لإعطاء انطلاقة جديدة غير متعثرة نحو تطبيق الدستور وتأويله تأويلا ديمقراطيًا، معتبرًا بأن مدخل التغيير يكمن في المشاركة الواسعة، لأن الديمقراطية تعني أولا وقبل كل شيء المشاركة الواسعة في الانتخابات، ومشيرًا إلى أن جبهة القوى الديمقراطية اختارت حلفاءها في هذه المعركة انطلاقًا من اصطفافها إلى جانب أنصار الحداثة والديمقراطية.