الدارالبيضاء- فاطمة القبابي
استنكر نشطاء التواصل الاجتماعي استدعاء الأمن طفل مدينة أمزورن رفقة والده إلى مفوضية الشرطة في المدينة ذاتها، بعد أن ظهر في مقطع فيديو يدعو بشكل عفوي إلى الخروج للاحتجاج ضمن حراك الريف.
وكان قد أثار الطفل سيف الدين، البالغ من العمر 7 أعوام، تضامنًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تم تداول الفيديو بشكل واسع على الصفحات الخاصة للشباب، وصفحات الحراك، ظهر فيه الطفل وهو يدعو الساكنة إلى الاحتجاج ضد حملة الاعتقالات ودعمًا للحراك الريفي.
وكشف نشطاء الحراك على "فيسبوك"، أن الأمن استدعى والد الطفل المذكور، حيث تداولوا صورة الاستدعاء الذي توصل به الأب من أجل الحضور إلى مفوضية الشرطة بشكل عاجل، مرجحين أن يتم التحقيق معه على خلفية تصريحات ابنه في الفيديو.
وخرج سيف الدين في فيديو آخر مقتضب، قال فيه باللهجة الريفية: "عمري 6 أعوام أخوتي فعمري 6 سنين ماشي عندي أكثر، نوضو بحالكم"، وانتشر "هاشتاغ" تحت اسم "الطفل_المناضل_سيف_الدين"، دوَّن من خلاله العشرات من النشطاء، من بينهم سياسيون وحقوقيون، تدوينات تندد باستدعاء والده، وتتضامن مع الطفل الذي خرج بشكل عفوي في شريط فيديو.
وأكدت مصادر جيدة الاطلاع أنها المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء طفل من طرف مصالح الأمن، وزادت قائلة إن مصالح الأمن الإقليمي في أمزورن؛ طالبت والد الطفل بالحضور، من دون أن تحدد سبب ذلك، في وقت أكد فيه العديد من النشطاء بذات المدينة أن الأمر يتعلق بظهور سيف الدين في شريط فيديو دعا فيه إلى الخروج للتظاهر والحفاظ على السلمية اهتداء بما كان يدعو له أنصار الزفزافي الناشط البارز في حراك الريف..
وخلف هذا الاستدعاء موجة من الغضب والانتقادات من لدن متتبعين اعتبروه انتهاكًا لحقوق الطفل، وللمواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب في هذا الجانب، فيما رأى البعض الآخر في الأمر تهيئًا لاعتقال أصغر ناشط في حراك الريف؛ ليكون أصغر معتقل في العالم، بحسبهم، واصفين ذلك بالارتباك الكبير الذي تعيشه مصالح وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني والعشوائية في تعاطيها مع حراك الريف.