الرباط - المغرب اليوم
حالة استنفار تعيشها عناصر الدرك الملكي للهراويين، لاعتقال مقنعين مدججين بسيوف، يهاجمون في الصباح الباكر شاحنات متوجهة إلى سوق الجملة للخضر والفواكه والسمك، لحظة توقفها بمحطة الأداء بالطريق السيار بالمنطقة، آخر ضحاياهم سائق شاحنة لنقل السمك، بترت أذنه وأصيب مساعده بجروح خطيرة فجر الخميس الماضي.
وأفادت مصادر أن محيط محطة الأداء تحول إلى مكان للرعب، ليس فقط لسائقي الشاحنات المحملة بالبضائع، بل أيضا حتى المكلفين باستخلاص واجبات الطريق السيار، إذ يستغل أفراد العصابات ظلمة المكان في الصباح الباكر، لاستهداف الضحايا، وهي الظاهرة التي تنامت في الفترة الأخيرة، رغم نجاح عناصر الدرك الملكي في اعتقال المتورطين في عمليات أمنية سابقة.
كما يستهدف أفراد العصابات الشاحنات، التي أفرغت حمولتها سواء بسوق الجملة للخضر والفواكه أو السمك، إذ يهاجمون سائقيها ومساعديهم بأسلحة بيضاء، اعتقادًا منهم أنهم يتحوزون مبالغ مالية مهمة، بعد بيع بضاعتهم بهذه الأسواق.
وكان آخر الضحايا، سائق شاحنة لنقل السمك ومساعده ، اللذان تفاجآ لحظة مغادرتهما محطة الأداء بالطريق السيار، بهجوم خمسة ملثمين بسيوف، بطريقة أرعبت حتى المكلف بالتحصيل الذي اضطر إلى إغلاق المكان المخصص له والاحتماء خوفا من أن يستهدفه أفراد العصابة.
وتمكن أفراد العصابة من فتح باب الشاحنة، وتوجيه طعنات إلى رأس السائق بعد أن حاول مقاومتهم، ما تسبب في بتر أذنه، في حين أصيب مساعده بجروح خطيرة في يديه بعد أن صد بهما عدة طعنات.
ونجح أفراد العصابة في سلب الضحيتين مبالغ مالية وهواتف محمولة، لكنهم فشلوا في فتح باب حاوية الشاحنة، إذ رغم محاولاتهم الحثيثة لفتحه، فإن إغلاقه بطريقة آلية، دفعتهم إلى مغادرة المكان لتفادي أي مفاجأة من قبل عناصر الدرك الملكي، وفروا صوب مقبرة الغفران، حيث يعم الظلام الدامس، ووجود مناطق خالية تسهل عملية الاختباء، قبل أن يتم إشعار عناصر الدرك التي حلت إلى محطة الأداء ونقلت السائق ومساعده إلى المستعجلات وفتحت بحثا في النازلة.
ورجحت المصادر تحدر أفراد العصابة من منطقة الهراويين، بحكم أن مكان الجريمة قريب من أحيائهم ويعلمون جيدا خصوصيات المنطقة، إذ ما زالت عناصر الدرك تواصل تحرياتها، مستعينة بمخبرين وما سجلته كاميرا المراقبة بمحطة الأداء، لتحديد هويات الملثمين.