وجدة- كمال لمريني
نظم المجلس الفيدرالي المغربي الالماني، السبت الماضي، ندوة دولية حول موضوع " الجهوية المتقدمة وتحديات الجوار "، شارك فيها رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، واستغل هذده الفرصة لالتقائه بافراد الجالية المغربية المقيمة في مدينة دوسلدورف الالمانية، حيث تطرق الى مختلف المشاكل التي تعاني منها هذه الشريحة.
واكد بعيوي في مداخلته، على ضرورة بعث رسالة قوية للمنتظم الدولي مفادها ان المغرب يقوم بأدوار ريادية، خاصة المتعلقة بالجانب الامني، مشيرا الى ان تدخلاته الميدانية تقتضي بذل الكثير من الجهود وتسخير الوافر من الامكانات المادية لبلوغ الاهداف وتحقيق الامن والاستقرار، الشيء الذي يجعل من المغرب رقما صعب التجاوز في المعادلة الدولية لا على المستوى السياسي أو على المستوى الاستثماري والامني.
وسلط بعيوي الضوء على نجاعة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، و عدالة قضية الصحراء المغربية باعتبارها من المقدسات الوطنية، معبرًا عن حرصه لاعطاء صورة مغايرة لتلك النظرة النمطية التي ألفها أفراد الجالية المقيمة في الخارج والتي كرسها عدد من المسؤولين من خلال تعاطيهم الشكلي مع قضايا الجالية المغربية.
وأشار عبد النبي بعوي إلى أن كل المعطيات والاحصائيات تفيد بان جهتي شرق وشمال المملكة المغربية، تستأثرا بالحصة الكبرى من عدد المغاربة المقيمين في الخارج، إذ تتوفران على حوالي مليونين من افراد الجالية المقيمة في الخارج، الشيء الذي يتطلب ايلاء هذه الجالية كل العناية والتقدير اللازمين من اجل توفير وتهيئ كل الظروف المناسبة لخصها بالمكانة التي تليق بها لضمان استمرارية ارتباط مغاربة العالم، خاصة الجيل الثالث بالوطن الام.
وتطرق بعيوي الى المشاكل التي تعاني منها الجالية فيما يتعلق بالتنقل والسفر على وجه الخصوص، مذكرا ان مجلس جهة الشرق قد استضاف الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وكذا سفير الاتحاد الاوروبي بالمغرب في حفل مراسيم توقيع اتفاقية شراكة تروم تفتح آفاق جديدة خصوصا فيما يرتبط علاقة الهجرة وبالتنمية.
ووجه بعيوي الدعوة لكافة افراد الجالية للانخراط في التوجه الجديد الذي يتبناه مجلس جهة الشرق في إطار مقاربة تشاركية ورص الصفوف وتوحيد الجهود ورصد الطاقات والكفاءات وتثمين لكل مبادرة من شأنها ان تشكل قيمة مضافة ونوعية على صعيد الجهة؛ مما سيسهم في بناء وإنجاز مشاريع التنمية على ضوء مقاربة مجالية تقوم على إدماج كل الفاعلين التنمويين خاصة المهاجرين باعتبارهم رافعة وأداة أساسية للتنمية، ولتحقيق ذلك بشكل اكثر فعالية سيضع مجلس جهة الشرق رهن اشارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج مكتبا للاستقبال ورقما اخضر.
وعبر بعيوي، على رغبته الاكيدة في الاستماع لمختلف المشاكل التي يعاني منها أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج كعدم توفير خط جوي يربط مطارات جهة الشرق من المغرب بدوسلدرف أو كولن، وكذا غلاء أثمنة تذاكر الخطوط الجوية الملكية المغربية والتي تعرف ارتفاعا كبيرا في موسم الصيف.
وانتقد رئيس الجهة غياب الإلتقائية فيما يخص معالجة المشاكل المرتبطة بالنقل الجوي أو البحري الشيء الذي يزيد من حدة الاكراهات التي تعاني منها الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال زياراتها لبلدها المغرب الذي تربطها به اواصر المحبة وكذا الاخلاص لجلالة الملك محمد السادس الذي أعطى تعليماته المولوية السامية لإحداث وزارة مكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وتخصيص العاشر من غشت كمحطة سنوية للاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، كدلالة على عمق الارتباط الذي يجمع بين مغاربة العالم ووطنهم الام المغرب.
وفيما يتعلق بالهوية الثقافية للجالية المغربية المقيمة في الخارج ، تطرق عبد النبي بعوي لمشكل الثقافة واللغة العربية التي لا تحضر بشكل كاف في المناهج الدراسية ، مما يؤثر سلبا على الاجيال الصاعدة ببلاد المهجر، فضلا عن مجمل المشاكل التي تعترض الجالية من قبيل صعوبة وبطء المساطر التي تعرقل انخراطهم في العملية الاستثمارية بالمغرب.
ودعا رئيس مجلس جهة الشرق جميع المسؤولين والمتدخلين والمؤسسات والهيئات المعنية بتكثيف الجهود لخلق مناخ ملائم لجلب الاستثمار قصد المساهمة في بلورة سياسة دقيقة وواضحة للهجرة، تجعل من الجالية المغربية بالخارج طرفا جوهريا في مسلسل التنمية من خلال تحفيز الأنشطة التنموية التي يقوم بها المهاجرون المغاربة باعتبارهم فاعلين حقيقيين في تنمية جهة الشرق وتقوية آليات التواصل عبر خلق قنوات تمكن الافراد المغربيين العالم المنحدرين من جهة الشرق من متابعة صيرورة عمل الأوراش والمشاريع التنموية التي تشهدها الجهة..