وجدة ــ إبن عيسى
تأكد رسميًا ان زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي ، أصبح مطالبًا بالمثول امام القضاء الاسباني بعدما أصدر القاضي في المحكمة الوطنية في مدريد مذكرة دولية لإحضار غالي المطلوب للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية، بقصد الاستماع اليه، بخصوص تهم "القتل والتعذيب والاختفاء القسري والإرهاب والاعتقال غير القانوني".
وقررت إسبانيا، التي ترأس مجلس الأمن خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري٬ تغييب ملف الصحراء عن برنامج المجلس لهذا الشهر، حيث فضلت التركيز على قضايا أخرى تهم الإرهاب وطرق مكافحته، الذي تعتبره السلطات الإسبانية من أكبر التهديدات التي تواجه السلم العالمي، والجهود الدولية لمكافحته.
ولم تكترث إسبانيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن بملف الصحراء، وادرجت قضايا الساعة منها قضية ليبيا وجنوب السودان وعددًا آخر من القضايا. وهو ما أثار حفيظة عسكر الجزائر ومعها مجموعة الانفصاليين.
وكشف المندوب الدائم لإسبانيا لدى الامم المتحدة ، وفق ما أوردته مصادر صحفية عن مذكرة إسبانيا باعتبارها رئيسة للمجلس٬ لم تتضمن أي اجتماع بخصوص الملف المختلق حول الصحراء المغربية٬ طوال الشهر الجاري الذي تترأس فيه إسبانيا العضو مجلس الأمن، وعن اجتماع الأعضاء 15 للمجلس.
ويبدو ان الجزائر لم تستفق بعد من الضربات الموجعة التي تلقتها في المدة الاخيرة بفضل السياسة الخارجية الحكيمة للملك المغربي تجلت في الزايارات المثمرة التي قام بها الملك محمد السلدس للقوى العظمى المؤثرة في صناعة القرار الدولي ومنها الصين الشعبية والهند وروسيا، والزيارات الاخيرة لدول جنوب شرق افريقيا الى كل من تنزانيا ورواندا وإثيوبيا ومدغشقر والتي تحمل أهمية دبلوماسية كبيرة حيث أنها المرة الأولى التي يشرع فيها المغرب الانفتاح على هذه المنطقة الإنجلوسكسونية التي ظل بعيدا عنها بحكم ارتباطه التاريخي بالبلدان الفرانكوفونية، اضافة الى الزيارة التاريخية بامتياز لدولة نيجيريا وهي إحدى الدول المؤثرة بشكل كبير في القارة الأفريقية وصوتها مسموع داخل مؤسسات الاتحاد الأفريقي.
وتجدر الإشارة إلى أن نيجيريا كانت تعتبر من أكبر داعمي جبهة البوليساريو، لكنها بدأت تعيد ترتيب أولويات علاقاتها حسب مصالح كبرى وإستراتيجية خاصة بعدما أعرب وزير الشؤون الخارجية النيجيري، جوفري أونياما، عن ترحيبه بقرار المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي، وقال بالحرف "ليس من مصلحة الاتحاد الأفريقي أو المغرب بقاء المملكة خارج الاتحاد".
واكيد ان المشروع الضخم لنقل الغاز الطبيعي الى المغرب سيزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي الجزائري الذي دخل مرحلة صعبة. واكيد ان هذه الزيارات التي قام بها الملك ساهمت بشكل واضح في تبديد سوء الفهم مع الدول التي كانت بينها وبين المغرب مسافة دبلوماسية خصوصا وان المغرب ظل لعقود يركز على المقاربة الدفاعية بدل الهجومية، وهي مقاربة اتسمت بالعشوائية وسوء التقدير.