الدار البيضاء - المغرب اليوم
بعد نشر مقال جريئ حول أنشطة رسمية لعبداللطيف الشدالي، عامل إقليم خريبكة السابق، تتعلق بتوزيعه ل"كراريس" في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تخص بائعي الحلزون والخبز، وهي الخطوة التي جلبت على العامل انتقادات لاذعة، لا سيما بعد تداول عنوان المقال مرفوقًا بصورة "كروسة" الحلزون في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وكان تحت عنوان "مشاريع عملاقة...سخرية عارمة من عامل خريبكة بسبب توزيعه "كراريس" للخضر والخبز والحلزون في إطار مشاريع المبادرة"، وفتح الموضوع شهية رواد الفيسبوك الذين أكدوا أن الخطوة تعكس فشل العامل في تدبير المبادرة الوطنية.
وكما يعلم الجميع أن الملك محمد السادس يتابع عن كثب جميع أنشطة العمال والولاة فيما يخص المبادرة ولا يتسامح مع أي إخلال بسيرها وبهدفها المنشود، وقد تعصف بأي مسؤول مهما علا شأنه ثبت أنه عجز عن تنفيذ برامجها، فمباشرة بعد الحملة الواسعة والسخرية العارمة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر متتبعون أن الضجة مست بصورة المبادرة الوطنية التي نجحت في مدن أخرى وبفضلها استفاد العديد من السكان من الربط بالماء والكهرباء والواد الحار وبالمدارس والمستوصفات وحافلات النقل المدرسي، وتأهيل العالم القروي والدواوير الجبلية، وساعدت الشباب في إنجاز المشاريع وتأسيس التعاونيات وأنقذت العديد منهم من البطالة، لكن أن تتحول مشاريع المبادرة إلى سخرية عارمة بسبب توزيع كراريس الحلزون فهذا الذي لا يمكن أن تقبله مصالح الداخلية، وكذا الملك صاحب الفكرة والورش، حيث كان من المنتظر أن يتم إعفاء عامل خريبكة السابق بسبب هذه الزوبعة الكبيرة عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في خريبكة.
هذا وإلى جانب هذه القضية التي اعتبرها محللون سببًا أساسيًا في إعفاء الشدالي، يرجح البعض كونه أيضًا كان قليل التواصل مع محيطه، وكان يفتخر بأنه لا يعير اهتمامًا لما يكتب في الصحافة، وسبق أن تعرض لموجة من الانتقاد من بينها رفضه لميزانية جماعة أبي الجعد، وعرفت فترته تنامي احتجاجات الساكنة، لا سيما عمال الفوسفات، كلها عوامل عجلت بإعفاء العامل الشدالي الذي يتواجد بالديار المقدسة لأداء مناسك الحج.