الرباط_ المغرب اليوم
أفاد مصدر مسؤول في قوات “البنيان المرصوص”، بليبيا، أمس الثلاثاء، بأن “الهدوء يسيطر على محاور القتال في مدينة سرت، لبناء خطط عسكرية جديدة لتحرير آخر معقل لداعش فيها”، ومواجهة عمليات انتحار جماعي متوقعة من قبل مقاتليهم.
وقال محمد الغصري، المتحدث باسم “البنيان المرصوص”، في تصريحات صحافية، إن “الخطط التي تدرس حاليا لا تقتصر على اقتحام الحي الأخير شمال سرت (450 شرق العاصمة طرابلس)؛ وإنما تتسع لتشمل كيفية تأمينها، ووضعها بعد التحرير، ومنع عودة عناصر تنظيم داعش إليها”.
وبيّن أن “بعض محاور القتال يتم فيها تقدّم بين الحين والآخر؛ بسبب حماس المقاتلين الشباب، حيث سيطروا على أجزاء صغيرة من حي الجيزة البحرية، ولكن الأوامر العسكرية تقضي بعدم التقدم”.
وذكر الغصري أن “نشر داعش لعدد كبير من القناصة، وتوالي إرسال السيارات المفخخة، ما يشبه الانتحار الجماعي لمقاتلي التنظيم، واستماتتهم دون سقوط آخر معاقلهم، كلها عوامل جعلتنا نعيد النظر في خططنا الحالية”. مضيفا أن “الطلعات الجوية بالتنسيق بين سلاح الجو الليبي والأميركي لم تتوقف على الموقع الأخير لداعش، بالإضافة إلى قصف مدفعي على الأرض”.
وأردف قائلا “داعش، لم يعد يسيطر سوى على الجيزة البحرية، وبعض المربعات السكنية في الحي الثالث؛ مثل مربع بوحجر والطرابلسي والكرارمة”، مشيرا إلى أن التنظيم “أقفل طرقات هذه المربعات بالسواتر الترابية والحاويات ويقاوم من خلفها”. وتابع “لا نعتقد أن العملية العسكرية ستتأخر كثيرا، ونتوقع أن يكون التحرير كاملا قبل عيد الأضحى”.
وأطلقت قوات تابعة للمجلس الرئاسي في ليبيا في مايو الماضي، عملية “البنيان المرصوص” بهدف إنهاء سيطرة داعش على سرت، عبر ثلاثة محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية حققت القوات الحكومية تقدما كبيرا في المدينة باستعادتها أكثر من مقر أبرزها مجمع قاعات “واغادوغو” الحكومي، الواقع في قلب المدينة، والذي اتخذه التنظيم مقرا لقيادته، إلى جانب تحرير مستشفى “ابن سينا” القريب من المجمع ومصرف متاخم له.
هذا وحذر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان من خطر انتقال عناصر من تنظيم داعش إلى دول الجوار الليبي، عندما يتم طردهم من المناطق التي يحتلونها في ليبيا. وقال خلال مؤتمر صحافي في باريس “يجب علينا أن نتحسب بشكل جدي لمسألة توزع الإرهابيين بعد استعادة سرت وربما بنغازي غدا من أيدي الجهاديين، وذلك سيتسبب بشكل غير مباشر في مخاطر جديدة لتونس ومصر”.