إدريس الخولاني : المغرب اليوم
في تقرير قدمه المعهد الملكي الإسباني "إلكانو"، كشف مؤخرًا تحت عنوان "الدولة الإسلامية في إسبانيا" معطيات وإحصائيات جديدة عن عدد المغاربة الدواعش الموقوفين في إسبانيا، سواءًا الذين رؤوا النور في إسبانيا أو المغرب، إلى جانب الإشارة إلى مناطق بعينها في المملكة المغربية تعتبر أكبر مزود لـ"داعش"، بالمقاتلين والمجندين، بالإضافة إلى تقديم بروفايل عن طبيعة الدواعش المغاربة. في هذا الصدد.
وأوضح التقرير أن 41.1 في المائة من الجهاديين المعتقلين في إسبانيا هم مغاربة، فيما الـ45 في المائة الآخرين إسبان. غير أن التقرير يشير إلى أن 39.1 في المائة من الجهاديين الإسبان ينحدرون، أيضًا، من أصول مغربية. وأضاف التقرير أن 45.6 من الجهاديين الموقوفين في إسبانيا رؤوا النور في الشمال المغربي، وتحديدًا مدن طنجة وتطوان والحسيمة، فيما الـ39.1 الآخرين ولدوا في إسبانيا، أغلبهم في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. الباحثان "فيرناندو ريناريس "و"كارولا غارسيا كالفو،" اللذان أنجزا التقرير حذرا من تحول سبتة ومليلية إلى "قاعدة خلفية" ل "داعش"، إذ إن 71 في المائة من الموقوفين الدواعش ينحدرون من المدينتين "48.9 سبتة و22.1 مليلية
وعلى صعيد متصل، حذر التقرير من كون عملية "تطرف" مجموعة من الجهاديين تتم في المغرب، مشيرًا إلى أنه من بين الدواعش ممن اعتنقوا الفكر المتطرف خارج إسبانيا، 61.9 منهم في المغرب، و28.5 في المائة في فرنسا، فيما اعتنقت نسبة أقل من 10 في المائة، الفكر المتطرف في باكستان وموريتانيا وبلدان أخرى.
وأظهر التقرير، أن الجهاديين المغاربة يشكلون 52.7 من الموقوفين من أصول إسلامية بتهمة مبايعة البغدادي، مقابل 39.5 في المائة حاملين للجنسية الإسبانية، هؤلاء ولدوا في الشمال المغربي، خصوصًا في سبتة ومليلية، حسب التقرير. من جهة أخرى، يقدم التقرير معطيات عن بروفايل الجهادي المغربي، موضحًا أن أغلبهم شباب، يصل معدل وسط أعمارهم إلى 31.6 ربيعًا، مضيفًا أن أكبرهم قد يصل سنه إلى 58 عامًا، فيما أصغرهم لا يتجاوز عمره 16 ربيعًا، كما أن 83.1 في المائة ذكور "ما بين 20 و34 ربيعا" و16.9 إناث "22 عامًا" ، كما أن أغلبهم متزوجون، إذ أن 66.7 من الجهاديين الإسبان- أغلبهم مغاربة- متزوجون، كما أن أغلبهم يختار الارتباط بنساء أقرب إلى أفكارهم، إلى درجة أن بعض النساء يوافقن على مرافقة أزواجهن إلى سورية، كما حدث مع جهادي مغربي كان ينوي السفر إلى سورية رفقة زوجته قبل أن يتم اعتقاله في الجزيرة الخضراء "الخزيرات".
وبخصوص المستوى المعرفي والديني لهؤلاء الجهاديين، يكشف التقرير أن 59 في المائة منهم لم يستوفوا مستوى "الإعدادي"، فيما 28.2 منهم لم يستوفوا مستوى الابتدائي، والقليل منهم من ولج الجامعة. وأفاد أن 74.5 منهم ينشطون اقتصاديًا، يملكون محلات تجارية أو مشاريع أخرى "مطاعم أو محلات بيع الملابس"، أو يعملون كميكانيكيين أو عمال النظافة أو كهربائييين وأشار أن أغلبية الجهاديين اعتنقوا الفكر الإرهابي في "الأماكن المشتركة"، تقاسم محتويات جهادية عبر الإنترنت، وكذلك التردد على "أماكن التطرف" مثل بعض البيوت الخاصة ودور العبادة ومراكز دينية.