تونس - حياة الغانمي
نجت الوحدات الأمنية من كمين لتنفيذ مخطط تطرفي كان سينفذه ضدهم خاطفو الراعي في منطقة الطويرف من ولاية الكاف التونسية. حيث وصلت معلومات إلى وحدات الأمن بأن الرجل المخطوف موجود على الطريق الجهوية رقم 17 وهو ما جعل الأمن يشك في إمكانية تحضير التطرفيين لكمين، فتنقلوا على متن سيارة مدنية للتمويه وقد وجدوه في حالة صحية ونفسية عادية ولا تبدو عليه علامات الخوف أو التعب والارتباك.
وتم جلبه إلى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني في الكاف، وبالتحري معه بمشاركة مصلحة التوقي من التطرف في إقليم الحرس الوطني، ذكر أنه كان يرعى أغنامه في الساعة العاشرة صباحًا قرب جبل في منطقة الطويرف،عندما جاءه أربعة عناصر تطرفية مسلحة وطلبوا منه تمكينهم من كبش، إلا أنه رفض، فطلبوا منه شاة مقابل مبلغ مالي قدر بـ 250 دينارًا أو مجانا في صورة عدم توفر المال لهم.
وأضاف الراعي في اعترافاته أنهم طلبوا منه مرافقتهم إلى منطقة غابية تبعد عن مكان رعيه حوالي 20 كلم وبمجرد وصوله قاموا بأخذ هاتفه الجوال. وأكد أنه شاهد العناصر يحملون حقائب ظهر بها كمية من المؤن وعرضوا عليه الطعام فشاركهم في ذلك، وأكد أن أحدهم كان يتكلم باللهجة الجزائرية. وقال إنهم استفسروه عن عدد أعوان الأمن بمركز الطويرف، فذكر لهم العدد الجملي ثم طلبوا منه مساعدتهم على رصد تحركات الوحدات الأمنية والعسكرية.
وكشفوا له خطتهم مؤكدين أنهم سيعززون عددهم بـ 16 آخرين وأنه مطالب بتزويدهم بالمعلومات كلما احتاجوا إلى ذلك. وأكد أنه قضى ليلته هناك دون أن يعذبوه أو يشدوا وثاقه لأنه قبل التعاون معهم. وفي الصباح وعلى الساعة العاشرة صباحًا تم إخلاء سبيله من طرفهم دون أن يتعرض إلى العنف أو السلب وترجل حتى وصل إلى المدرسة الابتدائية في الطويرف في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، حيث وجد شخصين من سكان المنطقة وكانا بصدد احتساء الخمر وأعلمهما أنه كان مختطفًا من طرف مجموعة تطرفية لم يحدد لهما عددهم.
وأثبتت التحريات وجود تضارب في أقوال الراعي المخطوف مع عدم خوفه من العناصر التطرفية. بالإضافة إلى أن المسافة التي تفصل المكان الذي اختطف فيه عن المكان الذي عثر عليه فيه تستغرق ساعتين على أقصى تقدير وليس 8 ساعات كما ادعى هو. وقد تعززت شكوك رجال الأمن من خلال دعوة الشاهدين الذين احتسيا الخمر هناك والذين أكدا أنهما شاهدا 4 عناصر كانوا بصدد تتبع الراعي في الجبل وتعقبه بعد الاتفاق معه على نصب كمين لوحدات الحرس التي كانت متأكدة من هذا الأمر فاحتاطت له. ولعل ما يقوي شبهة انتماء راعي الأغنام إلى المجموعة التطرفية هو إصراره على إخبار الشابين أنه هو من تم اختطافه قبل يوم من طرف مجموعة تطرفية والحال أنه كان بإمكانه التوجه مباشرة إلى مركز الحرس أو إلى منزله. وبمراجعة النيابة العمومية في الكاف أذنت بالاحتفاظ به ومباشرة قضية عدلية في شأنه موضوعها الاشتباه في الانضمام إلى تنظيم تطرفي.