الرباط - المغرب اليوم
قال الدكتور في علم الأوبئة، يوسف أولحوت، إن فيروس يشكل خطرا وشيكا على المغرب ونظامه الصحي الهش، وإن حالات Covid-19 تزداد بشكل أكبر في بضعة أسابيع عكس حالات الأنفلوانزا الموسمية، متوقعا أن يتعرض 4 ملايين مغربي للإصابة إذا لم تتخذ الاجراءات الوقائية.
وجاء في ورقة بحثية أعدها يوسف أولحوت الدكتور في علم الأوبئة وعلم إحصاء الأحياء، ونشرها مركز الأبحاث “طفرة”، أن في المغرب من المحتمل جدا أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى من 10 إلى 100 مرة من العدد المعلن عنه، وأضاف البحث أنه “نظرًا لأن عدد الحالات المكتشفة يعكس عدد الاختبارات التي أجرتها السلطات العامة وليس عدد انتقال الفيروس حقيقة في الميدان. ما هو مؤكد هو أن هناك بالفعل عمليات انتقال جماعية للفيروس، وأن عدد الحالات سوف يرتفع في الأسابيع القادمة. فالهدف لم يعد هو احتواء الفيروس، ولكن تأجيل انتقاله.”
وتوقع “ظهور عشرات الآلاف من الحالات في المغرب في الأسابيع المقبلة”، وأضاف أن التوقعات الأكثر تشاؤما تشير إلى أن المرض يمكن أن ينتقل إلى أكثر من نصف السكان إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية جدية على الفور.
وعن توقعه هذا، يشدد الباحث في علم الأوبئة أن هذه الأرقام ليست مبالغا فيها، وأنها تستند إلى معدل التكاثر الأساسي، أي أنه من المفترض أن كل شخص مصاب سينقل الفيروس إلى شخصين أو 3 أشخاص آخرين في المتوسط ، وزاد قائلا أنه “في مثل هذا التكوين، سيتضاعف عدد الحالات كل يومين إلى 3 أيام”.
ثم يواصل في ورقته البحثية مزيدا من التوضيحات، مؤكدا أن هنالك حقيقة أخرى مثيرة للقلق، وهي “أن فترة حضانة الفيروس هي حوالي 5 أيام في المتوسط، ولكن يمكن أن تأخذ هذه الفترة (حضانة الفيروس) من 2 إلى 14 يومًا، مع فترة الكمون (التي لا تظهر فيها أعراض المرض) حوالي يومين إلى 4 أيام”، وحسب أولحوت فإن “هذا يعني أنه يمكن أن لا تظهر أعراض المرض على المريض، لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، ولكنه يمكن أن ينقل الفيروس. يعد هذا اختلافًا مهمًا عن الإنفلونزا الموسمية، وهو ما يفسر جزئيًا التحدي الإضافي الذي تواجهه السلطات العمومية”.
وافترض الباحث في علم الأوبئة “استنادا إلى الحد الأدنى من التقديرات الحالية التي اقترحها جميع علماء الأوبئة في حالة غياب تدابير وقائية مناسبة”، أن 20 بالمئة فقط من السكان البالغين يحملون الفيروس (تتراوح التقديرات من 20 إلى 60 بالمئة)، لذلك يرى أنه “من المرجح أن لا يتم تشخيص غالبية الحالات، وأن هذه الأرقام لن تنشر إلا على مدى عدة أشهر”.
وتبعا لهذه الفرضية التي طرحها في ورقته البحثية التي تعمل عنوان ” في المغرب، لا يمكن وقف انتشار فيروس كورونا لكننا نستطيع إنقاذ الأرواح”، أنه سيكون لدى المغرب ما يقرب من 4 ملايين حالة في حالة عدم وجود تدابير وقائية مناسبة.
ومن بين 4 ملايين حالة توقع أن تتطلب 10 بالمئة منها الدخول إلى المستشفى، لذلك سوف نحتاج إلى 400.000 سرير في المستشفيات، ويحتاج جزء كبير منها إلى العناية المركزة والتهوية، وفق ما ورد في نص الورقة.
قد يهمك ايضا