جهة الشرق : بنعيسى
أفاد مصدر مسؤول بأن أكثر من ألف حالة تسمم بواسطة مواد التجميل، سُجّلت في المغرب خلال الثلاثين سنة الماضية، في غياب إطار قانوني يسمح بمراقبة إنتاج واستيراد وبيع منتوجات التجميل، لدرجة أن السوق المغربية أضحت غارقة بمواد مجهولة المصدر ومغشوشة ومقلدة، بانتظار التحضير لقانون يحدد الشروط والمعايير لتلك المواد.
وسبق لوزارة الصحة أن أصدرت قرارًا يرمي إلى ضرورة توفر جميع الشركات المستوردة لمواد التجميل ومنتجات نظافة الجسد على وثائق تثبت جودة وسلامة هذه المنتجات، وفقا لاتفاقية بين إدارة الجمارك ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الصحة.
وذكرت مصادر أن هذه الإجراءات تأتي بعد تسجيل حالات من التسممات بواسطة مواد التجميل ومواد النظافة، سيما بعد إصابة عدد من الفتيات والنساء من استعمال مراهم ومواد تجميلية، غير صالحة للاستعمال.
وتنص الاتفاقية على إلزام الشركات المستوردة لمواد التجميل بالإدلاء بوثيقتين ضروريتين، عند نقطة المراقبة الجمركية، تحت طائلة عدم السماح بمرور المستوردات إلى السوق الداخلية.
ويتعلق الأمر بشهادة تسجيل المنتوج لدى مديرية الأدوية والصيدلة في وزارة الصحة، والوثيقة الثانية عبارة عن ترخيص صادر من المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، بعد إجراء الاختبارات الضرورية على المنتوج.
وسجل المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية ألفا و74 حالة تسمم بواسطة مواد التجميل، خلال 31 سنة الماضية، ما يمثل 1.26 في المائة من مجموع حالات التسمم المعلنة خلال الفترة نفسها، وتسببت التسممات بمواد التجميل في وفاة 13 طفلا ورضيع واحد في مرحلة المشي.
وتعد مادة "البارافينيلين ديامين" (المرموز لها بـPPD)، الأكثر اتهاما في حدوث هذه التسممات، بنسبة 18.65 في المائة، متبوعة بمواد التجميل المستعملة للجلد (14.25 في المائة)، أغلبها له صلة بمواد التجميل الموجهة لتبييض الوجه، مجهولة التركيبة والمصدر، بينما جاءت في المرتبة الثالثة مواد التجميل الخاصة بتسريح الشعر المجعد، (12.11 في المائة) من مجموع التسممات بواسطة مواد التجميل، بسبب احتوائها على مادة "الأسيتون" السامة.
وسجل التقرير أن أكثر التسممات بواسطة مواد التجميل تحدث عن طريق الفم بنسبة 90.15 في المائة من الحالات، مقابل تسمم 2.98 في المائة من الحالات عن طريق الجلد، و2.78 في المائة من الحالات عن طريق الاستنشاق. واحتلت جهات الدار البيضاء، وسوس ماسة درعة، والرباط، وسلا زمور زعير، والجهة الشرقية خـاصة الناظور ووجدة ، مقدمة المناطق التي شهدت أكبر حالات التسمم، إذ سُجلت فيها 67 في المائة من حالات التسمم المعلنة وطنيا، وتتصدر المناطق الحضرية أعلى نسب التسممات بواسطة مواد التجميل (88.13 في المائة من الحالات)، منها 77.26 في المائة تحدث داخل البيوت.