الرئيسية » عناوين الاخبار
الحرب الروسية

الرباط - المغرب اليوم

قال عز الدين سعيد الأصبحي، سفير اليمن بالرباط، إن “ما يجرى من مواجهات عالمية في أوروبا لن يكون أثره حكرا على تلك الرقعة الجغرافية المحدودة، بل ستتجاوز الآثار جليد روسيا وأوكرانيا إلى وضع توازن آخر للصراعات الدولية؛ بل وربما إعادة صياغة العالم”.وأضاف المسؤول الدبلوماسي اليمني، في مقال له بعنوان: “نحن وإعادة صياغة العالم”، أنه ” مع موسكو الجديدة اليوم اختلف الوضع، فالاتحاد الروسي يعود على ما يبدو، والنظرة تتجاوز مجرد الأمن الإقليمي، إلى إعادة النظر في خريطة النفوذ الدولي، وإعادة ترتيب موازين القوى عالميا”، متسائلا في السياق ذاته: “أين نحن من خريطة الصراع؟ وأين قضايانا مما يجري؟”.وأشار عز الدين سعيد الأصبحي إلى أن “ما يجري هو إعادة رسم خريطة النفوذ وتقاسم القوى، وليس مجرد صدام عابر؛ حتى إذا توقفت المواجهات العسكرية الواسعة فإن العالم بحاجة إلى توضيح حقيقة شكل التحكم المباشر فيه، هل عودة إلى القطب الأوحد؟ أم ترسيخ لأقطاب متعددة؟”، مضيفا: “علينا أن نكون جزءا من هذا الأمر لا متفرجين في كوكب النسيان”.


وهذا نص المقال:

ما يجرى من مواجهات عالمية في أوروبا لن يكون أثره حكرا على تلك الرقعة الجغرافيا المحدودة، بل ستتجاوز الآثار جليد روسيا وأوكرانيا إلى وضع توازن آخر للصراعات الدولية، بل وربما إعادة صياغة العالم؛ ذلك العالم الذي تغير ثلاث مرات على الأقل منذ الحرب العالمية الثانية، وظهور القطبين، ثم الحرب الباردة، ثم الصراعات المختلفة، لتكون هناك الآن إعادة صياغة لعالم جديد. ومع تصاعد المواجهات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، سيبقى السؤال إلى أين ستقود هذه الحرب العالم؟.

الحرب عمليا بدأت منذ أشهر، عبر كل المواجهات السياسية والاقتصادية والنفسية والإعلامية. وكان هناك إعلان متواصل عن بدء مواجهة عسكرية قادمة، لكن بقي العالم ينتظر تلك الشرارة التي ستشعل السهل الأوروبي كله على ما يبدو، فالمواجهة ذاهبة إلى أن تكون مع معظم أوروبا وليس فقط في جغرافيا شرق أوكرانيا أو محيط روسيا. وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لم يكن في محك اختبار جدي منذ سبعين عامًا كما هو عليه اليوم.هذا الحلف الذي ينهي في الرابع من أبريل المقبل عامه الثالث والسبعين متوقع أن لا تطغى عليه علامة الشيخوخة المدمرة فقط، بل بداية موت جدي أو حياة أخرى، فلا موقف رمادي متاح الآن على ما يبدو!. منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي المعروف اختصارا بالناتو، في 4 أبريل 1949، وهو لم يتعرض لتهديد جدى كما هو عليه هذا الأسبوع. بدأ الحلف الذي أنشئ لمواجهة الاتحاد السوفياتي آنذاك باثني عشر عضوا، وصار الآن يضم ثلاثين دولة؛ لكنه لم يخض حرب تحد واسعة، وتدخله من أجل البوسنة في 1992 أو تفكيك يوغوسلافيا في 1999كان تدخلا عابرا لإنهاءتوازن قوى عسكرية محدودة. وتدخله في ليبيا 2011 تدخل عابر لم يكن محل رضا قوى دولية مهمة.

اليوم مع موسكو الجديدة اختلف الوضع، فالاتحاد الروسي يعود على ما يبدو، والنظرة تتجاوز مجرد الأمن الإقليمي إلى إعادة النظر في خريطة النفوذ الدولي، وإعادة ترتيب موازين القوى عالميا. ما يهم الآن بالنسبة إلي هو أين نحن من خريطة الصراع؟ وأين قضايانا مما يجري؟.على صعيد القضايا العربية، لم تذكر المنطقة إلا من باب كيف لها أن تغطي عجزا سيحدث بإمدادات الطاقة من الغاز والبترول، أو بمدى تأثرنا من نفاد مخزون القمح! ومع توجه كل الاهتمام العالمي سياسيا وإعلاميا إلى ما يجرى في روسيا وأوكرانيا لم تعد أخبار المعارك في اليمن، أو الأزمة في لبنان، أو الخلاف في العراق أو ليبيا؛ ناهيك عن القضية الفلسطينية، تثير اهتمام العالم ووسائل إعلامه. سينشغل العالم كلية بترتيب موازين القوى وكيف ستستفيد الصين وأمريكا، وكيف ستعمل معظم أوروبا لإنقاذ نفسها من نيران المعارك وصقيع الشتاء بسبب فقدان مصادر مهمة للطاقة.

نحن سنبقى في رف النسيان إلى حين، وسيكون لزاما على صوت العقل الذي يصرخ في واد ليس ذي زرع أن يعيد الكرة مرتين في المناداة لوضع حد أدنى من التضامن العربي والتقارب الإقليمي المحيط بنا، لأجل تنسيق مواقف تعمل على وقف النزيف في مختلف مناطقنا، وبالذات في اليمن، والعمل على وضع رؤية لحوار وتقارب لا يعمل فقط على تجنيب المنطقة أن تكون ميدان صراع محتدم من الواضح أن آثاره المختلفة اقتصاديا وسياسيا بل وأمنيا ستطول، ولكن أيضا إيجاد صيغ حوار وتقارب تجعل من المنطقة قوة ترجيح إيجابية لمصلحة شعوبها في ظل استقطاب عالمي حاد قادم لا محالة. هذا طرح ليس خياليا ولكنه من واقع منظور وواضح.

المنطقة العربية ومحيطها من إيران إلى تركيا ليست هامشا لا قيمة له، بل هي قلب الأحداث الذي يمكنه أن يكون صانع ألعاب خطيرة في تحقيق أي أهداف مرجوة لأي قوى دولية. ويبقى سؤال يثير لدي غصة، هل من الممكن أن يحدث تحرك عربي عاجل لتسوية ملفات الصراعات القائمة في مختلف الساحات العربية، وبلورة رؤية واضحة تحمي هذه الجغرافيا، وتبدأ الإسهام بجدية في المشاركة في صياغة رؤى وتقاطع المصالح الدولية؟. الأمر ليس خيالا، فما يجري هو إعادة رسم خريطة النفوذ وتقاسم القوى، وليس مجرد صدام عابر.

وحتى إذا توقفت المواجهات العسكرية الواسعة فإن العالم بحاجة إلى توضيح حقيقة شكل التحكم المباشر فيه، هل عودة إلى القطب الأوحد، أم ترسيخ لأقطاب متعددة؟ وهنا علينا أن نكون جزءا من هذا الأمر لا متفرجين في كوكب النسيان. نحن بحاجة إلى مبادرات شجاعة ترسخ السلام في المنطقة، ورؤى أكثر شجاعة تدعو إلى الاستفادة من تكامل أدوار لدول هذه المنطقة العربية التي فيها كل عوامل التوحد والاندماج والنجاح عدا الإرادة والإدارة!.

قد يهمك ايضاً

ثلاثة مشتركين يتأهلون إلى ختام "آراب أيدول" ويسعون إلى اللقب

سفير اليمن لدى الأردن يؤكد أن الحكومة الشرعية قدمت ‏تنازلات لا حصر لها في سبيل إحلال السلام

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتقدم على ساحل جنوب لبنان لقطع طريق…
المرشد الإيراني يُوجه رسالة شفوية إلى الشعب اللبناني ويؤكد…
مجلس الأمن الدولي يدعو لزيادة المساعدات المقدمة لغزة
الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران تتخذ كافة الإجراءات لحماية…
مجلس الأمن الدولي يُصوت على مشروع قرار لوقف إطلاق…

اخر الاخبار

المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…
ناصر بوريطة ولقجع يُؤكدان أن وزارتيهما ملتزمتان بالتنزيل التدريجي…
حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
مجلس الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

اليونيفيل تطلب تفسيراً من إسرائيل حول “انتهاكاتها المروعة” لقواتها…
أوستن يطالب غالانت بضرورة تحويل العمليات العسكرية في لبنان…
السويد تدعو أوروبا إلى تصنيف الحرس الثوري "منظمة إرهابية"
الأمم المتحدة تؤكد أن قوة اليونيفيل في لبنان تواصل…
بنيامين نتنياهو يُطالب غوتيريش بإجلاء قوات اليونيفيل من جنوب…