الرباط _ المغرب اليوم
بعد أن تمردت على أسرتها وغادرت بيت والديها ضواحي مدينة تازة وظلت في عداد المتغيبين لأيام، تلقى والدها خبر العثور على ابنته الحدث تائهة بشوارع مدينة فاس عبر مكالمة هاتفية من طرف مندوب للحرية المحروسة بالمدينة، بعد اطلاع هذا الأخير على نداء للبحث عنها عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
بعد إحالة قضيتها عليه، قرر قاضي الأحداث إخضاع الفتاة لنظام الحرية المحروسة، لتكون بذلك هذه الحالة واحدة من بين حالات كثيرة لأحداث، ذكورا وإناثا، يتم إخضاعهم سنويا لنظام الحرية المحروسة الذي يروم إخضاع الأحداث الجانحين للإشراف والتتبع التربوي؛ لإعادة تربيتهم وتجنيبهم كل عود إلى الانحراف عبر تدابير احترازية وتربوية للحماية والتهذيب.
مندوب للتتبع التربوي للأحداث
يعهد في دائرة كل محكمة استئناف إلى مندوب أو عدة مندوبين دائمين أو متطوعين بالإشراف والتتبع التربوي للأحداث الجاري عليهم نظام الحرية المحروسة، حيث قال عبد العالي البقالي، المسؤول الإقليمي عن مصلحة حماية الطفولة بمدينة فاس التابعة لقطاع الشباب والرياضة، إنه يتم إخضاع حوالي 300 حالة في السنة على صعيد الدائرة الاستئنافية لمدينة فاس لهذا النظام.
وأوضح البقالي، في تصريح لهسبريس، أنه يتم إخضاع الأحداث لنظام الحرية المحروسة عادة داخل وسطهم الأسري بينما حالات استثنائية قليلة تخضع لهذا النظام داخل مؤسسات حماية الطفولة، مبرزا أنه توجد بمدينة فاس مؤسستان مخصصتان لاستقبال القاصرين المتابعين قضائيا، هما مركز عبد العزيز بن إدريس للذكور ومركز الزيات للإناث.
وأشار البقالي، في حديثه لهسبريس، إلى أن هناك ثلاث فئات من الأحداث الذين تتم إحالتهم على مؤسسات حماية الطفولة، حسب تكييف كل حالة من طرف السلطات القضائية. ويتعلق الأمر، وفقه، بالأحداث الذين هم في نزاع مع القانون لارتكابهم أفعالا جرمية أو جنحية، وأولئك الذين يوجدون في وضعية صعبة، فضلا عن الأطفال الضحايا، مثل الطفلات اللواتي يتعرضن للاغتصاب واللواتي يكن، وفقه، في حاجة ماسة إلى الحماية.
وتابع المتحدث ذاته أنه بعد قيام قاضي الأحداث بإحالة الحالة على مندوب الحرية المحروسة يتم تتبعها عن كثب؛ وذلك عبر مرحلتين، مرحلة التجربة للتأكد من إن كانت لا تزال هذه الحالة في حالة انحراف، ومرحلة إعادة التربية عبر اقتراح كل تدبير مفيد على أسرته لتحقيق الأهداف المنشودة.
خدمات اجتماعية ترافق الحرية المحروسة
المسؤول الإقليمي عن مصلحة حماية الطفولة بمدينة فاس أبرز أنه تتم مراقبة الأحداث الجاري عليهم نظام الحرية المحروسة داخل وسطهم العائلي إلى حين الاطمئنان على سلوكهم عبر التأكد من ابتعادهم عن الانحراف والمعاشرات السيئة، كاشفا أن مندوب الحرية المحروسة يواظب على زيارة الحدث في منزل أسرته والمدرسة أو داخل الورشة التي يتابع فيها تكوينه المهني، لافتا إلى أن المندوب يمكن له استدعاء أفراد أسرة الحدث ليقدم لهم التوجيهات التي تخص حالته.
وأوضح البقالي أنه، بالإضافة إلى تتبع سلوكات الحدث، يمكن لمندوب الحرية المحروسة إسداء خدمات اجتماعية للحدث المعني؛ مثل التدخل لإرجاعه إلى المدرسة أو مؤسسات التكوين المهني، فضلا عن مساعدته على الاستفادة من الخدمات الصحية وإثبات هويته.
وأردف المسؤول الإقليمي عن حماية الطفولة بمدينة فاس أن هناك إكراهات عديدة تواجه تطبيق نظام الحرية المحروسة داخل الوسط الأسري، مبرزا أنه بالنسبة إلى فئة الأحداث التي يتم إحالتها على المراكز المخصصة لحماية الطفولة تستفيد، إلى جانب إعادة التربية والتهذيب، من التكفل الكامل، من تغذية ومواكبة صحية ونفسية وتمدرس وتكوين.
وشدد المتحدث ذاته على أن حماية الطفولة مهمة مشتركة بين مجموعة من القطاعات في إطار العمل التشاركي بينها، وكذلك الالتقائية بين مجموعة من المصالح الأخرى، منوها بما يقوم به المجتمع المدني في هذا الصدد لفائدة الطفولة.
قد يهمك ايضا
الفنان المغربي بدر سلطان يوجه نداء لمتابعيه عبر أنستغرام
حركة "طالبان" تنشر ما تريده على مواقع التواصل الاجتماعي وتحجب الرسائل من الخارج