الرباط_ المغرب اليوم
احتقانٌ جديدٌ تعيشه السجون بمناسبة عيد الأضحى، إذ اختار معتقلو “السلفية الجهادية” المدانون بموجب قانون مكافحة الإرهاب الموعد الديني لإعلان خوضهم معركة الأمعاء الخاوية احتجاجا على المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حيث دخل عدد منهم في إضرابات مفتوحة عن الطعام.
الاحتجاج، الذي أخذ طابعا جماعيا أو فرديا في عدد من المؤسسات السجنية، اندلع وفق وتيرة موحدة حمل إثرها المعتقلون مطالب متعددة تهم أساسا “تحسين الوضعية الحقوقية” و”الإطعام الكافي والمتوازن” و”حسن المعاملة والتقريب من الأسرة” و”التمتيع بالحقوق كمعتقلين سياسيين” و”الحق في الزيارات العائلية”، وفق بلاغات متفرقة توصلت هسبريس بنسخة منها.
ونقلت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين إعلان من أسمتهم “المعتقلين الإسلاميين” في سجن رأس الماء 1 في فاس احتجاجهم على مندوبية السجون، الذين اتهموها بتعريضهم “للتجويع الممنهج.. بسبب تزويدهم بوجبات غذائية غير لائقة وغير كافية ومنع أسرهم من تزويدهم بالمؤونة اللازمة كما ونوعا”، فيما شبه رسالة المعتقلين السجن المذكور في سجن “غوانتاتامو رأس الماء المغرب”.
وقال البيان، ابتداء من تأخير ما يسمى بهتانا بالوجبات الغذائية عن وقتها المعتاد، إلى الرداءة في جودتها”.
وأضاف المصدر ذاته: “فهل صرنا قططا وكلابا كي تأتينا الخضر بقشورها وهي تسبح في بحر من الماء المالح الذي يسمى زورا بالمرق؟ هل صرنا ممقوتين إلى درجة أن تقدم إلينا مكونات وجبة الكسكس يوم الجمعة على دفعات خلال 3 ساعات”.
واتهم السجناء السلفيون المندوبية بتعريضهم للإجحاف “في الوقت الذي ننتظر فيه انفراجا في الملف واطلاق سراحنا وطي هذه الصحفة من تاريخ المغرب ولم شملنا بأهالينا وأسرنا؟”، فيما طالبوا الإدارة السجنية بتحمل مسؤوليتها “بجدية وتجد حلا عاجلا لهذا الوضع المأساوي وبأن لا تلجأ لتكذيب مضمون البيان كعادتها في تكذيب الحقائق.. لأن السجون تشهد احتقانا غير مسبوق قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع”، يقول البلاغ.
وعلى مستوى سجن ابن سليمان، كشفت اللجنة المشتركة دخول معتقل سلفي، ياسين بونجرة، في إضراب مفتوح عن الطعام؛ “من أجل تقريبه من عائلته بتطوان وإدماج العقوبتين المحكوم بهما”، مشيرة إلى أنه حكم نهائيا بإحدى عشرة سنة ونصف السنة، فيما يقول إنه “راسل المندوبية العامة لإدارة السجون عدة مرات وردّوا عليه بأن سجن تطوان فيه الاكتظاظ ووعدوه بإعادة النظر في مطلبه، ثمّ بعدها بشهور وبعدما اشتدّت عليه المعاناة عاود إرسال مُلتمسين إلى مندوبية السجون ولكن دون جدوى”.
وبسجن سلا 2، الذي يوجد فيه سجناء “السلفية الجهادية” بكثرة، أورد المصدر ذاته دخول عدد منهم في إضرابات مفتوحة عن الطعام، كما هو الشأن للمعتقل محسن إزم، “احتجاجا على سوء المعاملة وللمطالبة بتمتيعه بحقوقه كمعتقل سياسي”، إلى جانب التنديد بما وصفه “الاستفزازات والإهانات المتوالية من طرف الحراس بسجن سلا 2 وللمطالبة بتمتيعه بحقوقه كمعتقل سياسي ومعاملته معاملة لائقة أو ترحيله من ذاك السجن”.
وقبل أيام خلت، طالب قرابة 390 سجينا من معتقلي ملفات “السلفية الجهادية”، بشكل جماعي، بسجون كل من القنيطرة و”تيفلت 1″ و”رأس الماء 1″ بفاس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بتمتيعهم بحق “الخلوة الشرعية” مع زوجاتهم داخل غرف خاصة، بعد أن أكدوا أنهم حرموا من تفعيل “الزيارة العائلية” المخصصة للمتزوجين في عهد حفيظ بنهاشم، المندوب العام السابق لإدارة السجون وإعادة الإدماج.