الرباط - المغرب اليوم
تعيش مدينة "تنغير" المنتمية لمحافظة درعة تافيلالت الإقصاء والتهميش من كل الجوانب، رغم جمال المنطقة الجغرافية والسياحية، لكن تراكم السياسات التدبيرية المحلية والوطنية جعلها تعيش فقرًا وتهميشًا وعزلة ومعاناة المواطنين والشباب والنساء من كل شيء، على الرغم من أن وفود سياحية لشباب وشيوخ من دول العالم اكتشفوا سحر وجمالية منطقة تنغير وجبالها الوعرة ومناظرها الخلابة.
وتبقى مطالب مواطني جماعات وقرى وحاضرة "تنغير" بسيطة، لكنها تحمل دلالات تحقيق كرامة ما تبقى من إنسانية الإنسان المتلهف للعيش الكريم في وطن التحولات والتغيرات وسياسات حكومية تقدم خطابات على الشاشات التلفزيونية تحمل وعود التنمية لمناطق المغرب العميق، لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع.
وأصبح واقع "تنغير" كابوسا لتعدد المشاكل وتراكمها لسنوات تحقيق الأساس منها، وتبقى أهم الانتظارات هو إخراج المنطقة من عزلتها القاتلة، و أن يحس المواطن أنه فعلًا مواطن بكرامة كاملة، من خلال توفير مستشفيات ومستوصفات في كل الجماعات حيث تعتبر الصحة أكبر مشكل في إقليم تنغير، مع توفير الأطباء والممرضين.
وتبقى الانتظارات طويلة في تعميم المنح الجامعية لطلبة الإقليم الذين أغلبهم ينحدرون من أسر فقيرة، وتحقيق حرية التنقل بوسائل محترمة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل وإنعاش القطاع السياحي الذي يبقى عنوانًا بارزًا لإخراج المنطقة من عزلتها، مع الاستثمار في قطاع الواحات بالاستفادة من التنوع الثقافي الذي تزخر به المنطقة.
وقال سيدي محمد الداودي نائب رئيس جماعة ايت وسيف سوق الخميس في تنغير إن المنطقة تعيش فقرًا وأزمة في قطاع الصحة، داعيًا إلى إحداث قطب صحي في مستشفى جامعي فيه كلية ومركز تكوين الممرضين لكي تستفيد منهم المنطقة، مع تعاقد جهوي يروم تحقيق تنمية دائمة وبنيات تحتية,
واعتبر "لحسن ألمو" رئيس جماعة "أبا سدارت" الجبل العليا، أن تنغير منطقة تزخر بطاقات وجغرافية وتنوع ثقافي وثرات، لكن تبقى وسائل تحقيق التنمية ضئيلة، وهو ما يجعل الساكنة تنتظر تحقيق العديد من البرامج التنموية وأساسها الصحة ببناء مستشفيات حيث هناك معاناة حقيقة ودائمة..حيث يضطر المواطنين لقطع مئات الكيلومتيرات للعلاج.
وقال بنزايد محمد رئيس جماعة مصيسي تنغير، إن إقليم تنغير فقير لكنه غني بأطره ومواطنيه، وهو ما يسهل تحقيق تنمية مستدامة بإشراك الجميع في تحقيقها، بمساعدة أبناء الإقليم في التشغيل ودعم الاستثمارات والتعاونيات والاقتصاد المحلي، وبتكوين يهدف إلى الحد من الإهدار المدرسي والتهميش والإقصاء, وهو الأمر الذي ركز عليه "موح الحضري" عن "فدرالية" جمعيات "بومالن داداس" الكبرى، حيث أكد أن تأهيل تنغير يحتاج إلى سياسات تأهيل بنوية وبمؤسسات تعليمية متكاملة، مع توفير عمل في شركات ومقاولات محلية وتوفير مقاولات وبناء المصانع وتنمية العقار والاستثمارات.