الجزائر – ربيعة خريس
طالبت "جمعية علماء المسلمين" الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة, بالتدخل لدى نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، ومنح ترخيص لقافلة إغاثة تابعة للجمعية, تحمل مساعدات موجهة إلى قطاع غزة، بالعبور عبر معبر رفح.
وكشف نائب رئيس الجمعية، عمار طالبي, في تصريحات إلى "المغرب اليوم"، عن تفاصيل هذه القضية، قائلاً إن قافلة الإغاثة التابعة للجمعية تفاجأت بقرار السلطات المصرية بمنعها في آخر لحظة من العبور من خلال معبر رفح، والدخول إلى غزة لإيصال مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني، رغم حصولها على الترخيص من قبل السلطات الأمنية المصرية في ميناء بورسعيد. وأكد طالبي أن "جمعية علماء المسلمين"، وقبيل إقدامها على إرسال قافلة الإغاثة اتبعت كل الشروط القانونية، حيث راسلت كل من وزارة الخارجية المصرية، والسفارة المصرية في الجزائر، وحصلت على رخصة لدخولها إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر رفح, مشيرًا إلى أن الجمعية أرفقت طلبها بقائمة المساعدات التي كانت تنوي إيصالها إلى الشعب الفلسطيني، وتتمثل أساسًا في كمية من الأدوية والمعدات الطبية.
وأوضج أن "جمعية علماء المسلمين" بعثت برسالة إلى الرئيس الجزائري، تطالبه بالتدخل لدى نظيره المصري لمنح ترخيص لقافلة الإغاثة للعبور من خلال معبر رفح. وعن مبررات المنع, اكتفى طالبي بالقول إن السلطات المصرية لم تقدم أسبابًا مقنعة. وانطلقت من ميناء الجزائر قافلة مساعدات إنسانية نحو قطاع غزة المحاصر، أخيرًا, وهي المساعدات التي تأخرت أربع سنوات بسبب الاضطرابات الأمنية التي شهدتها صحراء مصر، وتمثلت في بعض الأدوية وسيارات إسعاف وكراسي متحركة، بقيمة إجمالية تجاوزت ثلاثة ملايين دولار. وجاءت هذه الخطوة في وقت يشتد فيه الخناق على قطاع غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن معبر رفح البري مغلق منذ آذار / مارس الماضي، حيث يتم ترميمه بالكامل، ولم يفتح طوال هذه الفترة سوى تسعة أيام للعائدين إلى غزة. ووفق ما كشفت عنه وزارة الداخلية الفسلطينية, فإن المعبر لم يفتح منذ بداية العام سوى 14 يومًا فقط، وأغلق 214 يومًا. وبدأت السلطات المصرية منذ آذار عملية ترميم واسعة للصالة المصرية من المعبر، بعدما هدمتها بشكل كامل، ومن المقرر أن تنتهي عملية إعادة البناء والتوسيع في أيلول/ سبتمبر المقبل. ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مشدد، ويعد معبر رفح المنفذ البري الوحيد لأهالي غزة إلى العالم الخارجي، وتغلقه مصر بشكل شبه كامل منذ تموز / يوليو 2013، وتفتحه فقط لفترات محدودة لسفر الحالات الإنسانية من المرضى والطلاب والعالقين.