الجزائر - ربيعة خريس
اتسعت دائرة دعاة تدخل الجيش في الحياة السياسية في الجزائر، حيث صرّح الرئيس السابق لمجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد، المفكر والسياسي الجزائري البارز عبد الرزاق مقري، ردًّا على وزارة الدفاع الجزائرية على دعاة المؤسسة العسكرية في السياسية، بأنّ ما تعيشه الجزائر يحتم على الجيش الجزائري التدخل في السياسية لإنقاذ البلاد، معلّقًا، اليوم الخميس، على ردّ المؤسسة العسكرية، قائلا "إذا كانت الأوضاع غير طبيعية، كما تقول المعارضة في الجزائر والبلد يتجه إلى أزمة سيتحمل جنودنا ورجال أمننا عبئًا كبيرًا في مواجهتها فإنّ من واجبهم المساهمة الفاعلة والأساسية في الانتقال الديمقراطي كشركاء وضامنين".
وتساءل مقري، في بداية ردّه، عن أسباب التصريحات المتكررة الصادرة في الآونة الأخيرة عن المؤسسة العسكرية عكس ما تعود عليه الجزائريون في السنوات الماضية، قائلًا "نشأ جيلنا على ثقافة سياسية مفادها أنّ المؤسسة العسكرية في البلاد لا تتحدث أبدًا، لكنها اليوم تتحدث كثيرًا، وأدلت بتصريحات رسمية متكررة تؤكد أنّها لا تتدخل في السياسية".
ولفت الرئيس السابق لمجتمع السلم، إلى أنّ التصريحات الصادرة أخيرًا عن المؤسسة العسكرية، إمّا أنّها موقف مفروض من جهة مدنية أو عسكرية تخاف التدخل، أو أنها موقف انتقائي لصالح الرئيس وحزبيه وشيعته وحاشيته والمنتفعين منه، أو أنه توجه جديد من المؤسسة العسكرية قد يكون سببه وصول ضباط ليست لهم سابقة في التدخل السياسي فهم لا يعرفون ذلك أو لا يحبونه، وقد يكون السبب الخوف من تبعات التدخل في مواجهة شرعية دستورية محمية حماية كبيرة في الداخل ومن الخارج".
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية، قد ردّت يوم أمس الأربعاء، على دعاة تدخل الجيش في الحياة السياسية قائلة إن "إنجازات جيشنا وما حققه على أرض الميدان دفعت ببعض الأقلام المأجورة إلى تنصيب نفسها مدافعا عن حرية الشعب وهي التي وصفته بالأمس القريب بكل النعوت والأوصاف"، مضيفةً بأنّ "أقلام مأجورة خاضت في كل المواضيع والاختصاصات من الشريعة إلى التاريخ مرورًا بعلم الفلك والسياسة والاقتصاد وغيرها من المعارف والعلوم، وعندما أخفقت وفشلت وتيقنت من عجز فكرها ومحدودية تأثيرها عرجت على مؤسسة الجيش الجزائري معتقدة أنها بتفليق التهم وتزوير الحقائق وسرد التعارف الأكاديمية المملة والاستعانة بالكنايات والاستعارات والسجع والطباق سيفرش أمامها البساط الأحمر وسيصطف الشعب ويصفق ويهلّل وسيصنفها التاريخ في خانة الأبطال والصالحين".