الجزائر – ربيعة خريس
تشكك أحزاب المعارضة، في الحملة التي أطلقها رئيس الحكومة الجزائرية عبد المجيد تبون، ضد المال السياسي وتوغله في السلطة، واعتبرت أن ما يحدث في الساحة بين تبون وكبار رجال الأعمال في البلاد جزء لا يتجزأ من الصراع القائم في أعلى هرم السلطة الجزائرية، حيث سبق وأن شهدت حالات مماثلة لهذه. وقال رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإخوانية في الجزائر، عبد الرزاق مقري، إنه لا يمكن للجزائريين أن يعطوا صكا على بياض لرئيس الوزراء، عبد المجيد تبون، في حربه على رجال المال الذين اغتنوا من خزينة الدولة ولم يفوا بالتزاماته.
وبرر مقري، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، موقفه من الصراع الدائر بين تبون وحداد بأحداث جرت في فترات سابقة، حيث "وجد الجزائريون أنفسهم أمام وهم كبير استعمل لتهدئتهم وتمرير مرحلة صعبة كان يمر بها النظام الجزائري ورجعت الأمور إلى ما كانت عليه فسادا ورداءة وتبذيرا بل وظلما وعدوانا على المعارضين". وطرح رئيس حمس في مقاله الذي حمل عنوان تبون حقيقة أم مناورة عدة تساؤلات أهمها هل تبون مجرد واجهة مؤقتة لتزيين الصورة استعدادا لاستحقاقات قريبة ؟ هل محور السلطة لم يعد في المرادية؟ هل ساكنو المرادية اعترفوا بأخطائهم بعد الكوارث والأموال الهائلة الضائعة والمسروقة غير القابلة للاسترجاع؟.
ليخلص مقري إلى القول "إن السيد تبون من نفس النظام السياسي الذي ينتمي إليه سلال، والرئيس الذي كان يعطي الأوامر لسلال هو نفسه الذي يعطي الأوامر لتبون. والذين كانوا يعطون الأوامر للبنوك لدعم رجال الأعمال الذين يواجههم تبون اليوم لا يزالون هم من يأمر وينهي". وقال مقري إن من طبائع النظام السياسي تدوير السلطة داخله ليتجنب التداول على السلطة مع غيره من الأحزاب والقوى السياسية، مضيفا أن هذه الممارسات يراد منها إلغاء الديمقراطية والأحزاب والمجتمع المدني.
وطالب رئيس "مجتمع السلم" من الجزائريين أن يتخلصوا من ذهنية "الرجل الأسطورة" أو "الرجل الذي تبعثه لنا العناية الإلهية"، وضرب مثالا برئيس الجمهورية الحالي في بداية عهدته الأولى، "حيث فرح به كثير من الجزائريين فاكتشفنا في آخر عهدته الرابعة بأننا نعيش في دولة مترهلة قد تتحول إلى دولة فاشلة تدفقت عليها الخيرات والفرص بشكل غير مسبوق فإذا به تدخل أزمة اقتصادية وأزمة مؤسسات وأزمة قيم غير مسبوقة".
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الإسلامي من أجل النهضة والعدالة والبناء، لخضر بن خلاف، في تصريحات لـ"العرب اليوم" إن تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون لها علاقة بالاستحقاقات الرئاسية المقررة بعد أقل من 18 شهرا في ربيع 2019، وهي جزء من الصراع الذي يجري في أعلى هرم السلطة تحسبا للمرحلة المقبلة. ويرى رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، أن الصراع القائم بين الحكومة الجزائرية والكارتل المالي يعكس الصراع القائم داخل النظام الجزائري، ولها علاقة بتصفية الحسابات بين أذرع السلطة.