الرباط -المغرب اليوم
تواصل الدبلوماسية المغربية حصد مزيد من النتائج الإيجابية في ملف الصحراء، عبر حشد الدول العظمى للاصطفاف وتأييد الطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي كحل لهذا النزاع المفتعلوتتجه العديد من الدول الكبرى المؤثرة في القرار العالمي إلى الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وذلك عقب الاعتراف التاريخي الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراءوفتحها قنصلية بمدينة الداخلة.
ولعل إقدام البرلمان الألماني، يوم الخميس، على التشطيب على جلسة مناقشة حول الوضع في الصحراء المغربية من جدول أعماله، وهو المقترح الذي تقدم به حزب الخضر الألماني، يعد توجها صوب اعتراف ألمانيا ب مغربية الصحراء.وفي هذا الصدد، يرى عبد الفتاح نعوم، الباحث في العلاقات الدولية، أن ما جرى في هذا البلد الأوروبي، من خلال التشطيب على مقترح يعاكس الوحدة الترابية للمغرب، يؤكد أن “الخطوة الأمريكية القاضية بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء ستتبعها خطوات دول عظمى من أوروبا وآسيا”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية “لا تزال تشكل بوصلة النظام الدولي المعاصر ومركز الثقل فيه، بالتالي باختياراتها الإستراتيجية الكبرى ترسم الطريق أمام الدول؛ ومنها الدول الكبرى التي لها كلمتها في النظام الدولي”.
وشدد عبد الفتاح نعوم، عضو مركز دراسات المغرب الأقصى، في تصريح لجريدة هـسبريس الإلكترونية، على أن اعتراف دول عظمى مثل ألمانيا بسيادة المغرب على صحرائه “هو قاب قوسين أو أدنى، ولعل ما قاله السفير الألماني قبل أيام هو اعتراف ضمني بذلك، وبالتالي نحن على مقربة من الاعتراف الألماني المباشر والعلني بالسيادة المغربية على الصحراء”.ولفت المتحدث ذاته إلى أن ما عزز هذه التحولات في الملف هو أن “المغرب انتهج أسلوبا في الدبلوماسية لا يمكن إلا أن يراكم هذه النجاحات وهذه النتائج، لأن الاشتغال مع المجموعة الدولية بمنطق أخذ زمام المبادرة وإقناعها بريادة المغرب في مجاله الحيوي بالقارة الإفريقية هو الذي يجعل دولا عظمى من حجم ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة تسير في هذا الاتجاه”.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية، ضمن تصريحه، أن “هذه التحولات تصب في صالح الطرح المغربي الذي يدل على أن المملكة هي ملتقى طرق الشعوب والمصالح الدولية والتحولات الكبرى، ومركز ثقل المنطقة”.وأكد نعوم أن المغرب يعد ملتقى التشبيك الشمالي الجنوبي، وملتقى المتوسطي الأطلسي، والدول العظمى “تقرأ جيدا التحولات الجيوسياسية العالمية، حيث تجد في المغرب حليفا إستراتيجيا يمكن المضي معه صوب التحولات القادمة في العالم التي ستجعل من إفريقيا محور وقلب العالم الجديد”.
وكان البرلمان الألماني قد شطب على جلسة المناقشة بناء على سحب حزب الخضر المقترح، مع تقديم مقترح آخر سماه “تجنب التصعيد في الصحراء وجعل وساطة الأمم المتحدة ممكنة”، وضمنه يدعو الحكومة الألمانية إلى “الضغط في اتجاه تحريك الوساطة الأممية”.وكان غوتز شميدت بريمه، السفير الألماني المعتمد في الرباط، قد اعتبر، في حوار مع هسبريس، أن “البوليساريو” تعيش بعد هذين التطورين وضعا صعبا؛ كما أشار إلى أن مبادرة الحكم الذاتي حل واقعي وعملي، مضيفا أنه من الصعب إيجاد حل أكثر واقعية وذي ثقة مثل هذا المشروع الذي يقترحه المغرب.
قد يهمك ايضا