تونس - حياة الغانمي
أكد المتحدث باسم الجيش الليبي في بنغازي، العقيد أحمد المسماري، أنّ تقرير الطب الشرعي الذي صدر أثبت أن الجثة التي تم تداولها ليست للمتطرف سيف الله حسين الملقب بـ"أبي عياض التونسي".
وأشار إلى إن الجثة تعود لمواطن ليبي، يقطن فى مدينة بنغازي، مبينًا أن "أبا عياض" مازال محاصرًا في مدينة قنفودة، والعمليات العسكرية متواصلة للقضاء عليه، وعلى قيادات متطرفة أخرى.
ويذكر أن وسائل إعلامية تداولت صورة لجثة متطرف، قيل أنه "أبو عياض التونسي"، زعيم تيار "أنصار الشريعة" المحظور في تونس، والمصنف بأنه "تيار إرهابي". وليست هذه المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن مقتل "أبي عياض"، اذ أعلنت العديد من الجهات، في مناسبات عدة، عن مقتله، دون أن تأكيد أو نفي من قبل السلطات الرسمية التونسية.
ويعد "أبو عياض" أبرز المطلوبين للعدالة في تونس، بعدما أصدرت بحقه وزارة الداخلية برقية تفتيش، للاشتباه في تخطيطه لاقتحام السفارة الأميركية في تونس، من قبل سلفيين، استفزهم فيلم أميركي مسيء للرسول محمد، عليه السلام.
وكادت قوات الأمن التونسية أن تلقي القبض على "أبي عياض"، بعد أيام من حرق السفارة الأميركية في تونس، عندما ألقى خطبة في مسجد الفتح في العاصمة، لكن وزير الداخلية، آنذاك، علي العريض، أمر بفك الحصار عن المسجد، تفاديًا لوقوع اشتباكات دموية مع أنصار "أبي عياض".
ومنذ ذلك الحين، توارى "أبو عياض" عن الأنظار، خاصة بعد حادث اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، في السادس من فبراير / شباط 2013، وهي جريمة نسبتها السلطات التونسية إلى تنظيم "أنصار الشريعة"، الذي مُنِع من عقد مؤتمره الثالث في مدينة القيروان، في مايو / أيار 2013.
وعقب اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي، ومقتل عسكريين وأمنيين، في نهاية أغسطس / آب 2013، صنَّفت الحكومة التونسية "أنصار الشريعة" تنظيمًا متطرفًا، ونسبت إليه حادثتي الاغتيال، ومقتل عناصر من الجيش والأمن. وشنت حملة اعتقالات ضد عدد من عناصره.
ومازال مصير "أبي عياض" مجهولاً حتى اليوم، خاصة بعد أن تم التاكيد أن تلك الجثة للمتطرف الليبي المسمى "عبد القادر"، وليست لزعيم "أنصار الشريعة". وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، ياسر مصباح، إنه الوزارة لا يمكنها تأكيد الخبر أو نفيه، إلا بعد التنسيق مع السلطات الليبية، والتأكد من مدى صحة ما نشر.