الرباط - المغرب اليوم
قضت النيابة العامة باستئنافية مراكش، السبت، بمتابعة شخص في حالة اعتقال بتهم ثقيلة تتعلق بالقتل العمد والتدليس والتغرير بقاصر، بعد أن فارقت القاصر حياتها أثناء "خلوة غرامية" بينها وبين عشيقها بمنجم مهجور ببلدية سيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة. وكشفت مصادر أن النيابة العامة قررت إحالة المتهم على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها ملتمسة منه إجراء التحقيق في شأن اتهام الشخص المذكور بالجنايات المذكورة.
وجاء قرار المتابعة بعد التحريات التي أجراها درك سيدي بوعثمان للمتهم أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، وهي التحريات التي بدأت يوم الجمعة الماضي، قبل أن توجه تعليمات للضابطة القضائية من أجل تكثيف التحقيق التمهيدي، وإعادة تقديم المتهم، خلال اليوم الموالي، لتستمر العملية، في المرة الثانية، لأكثر من 5 ساعات متواصلة، استهلها نائب الوكيل العام بالاستماع إلى شهادة والدي الضحية سامية، وهي تلميذة لا يتجاوز عمرها 16 سنة.
وحمل والدا الفتاة مسؤولية مقتلها للمتهم، موضحين أنه سبق لهما أن طالباه بوضع حد لعلاقته مع الضحية مشددين على حقهما في متابعته قضائيا، في وقت صرح المتهم البالغ من العمر 22 سنة أنه ضرب موعدا معها، عصر يوم الأربعاء الماضي، أمام الثانوية التي تتابع فيها دراستها، قبل أن يختليا ببعضهما لأكثر من ساعة بأحد الكهوف بمنجم مهجور بدوار أولاد مسعود. وحسب المصدر فإن المتهم أكد أنهما بينما كانا يهمان بالمغادرة هوت العشيقة في بئر بالمنجم نفسه، ليغادر المكان باتجاه مركز سيدي بوعثمان طالبا من صديقيه مساعدته في انتشال عشيقته القاصر من غيابة الجب.
وانتقل الصديقين برفقته إلى المنجم محملين بمعدات تساعدهم في العملية، التي لم تنته بإغاثة الضحية فما إن شد المتهم وسطه بحبل وشرع بمساعدة صديقيه لكي ينزل للبئر، التي يتعدى عمقها 14 مترا، حتى سقط بدوره في قعرها ليصاب بجروح على مستوى يده وقدمه، وتابع بأن ذلك لم يمنعه من تفقد الحالة الصحية لصديقته. وطالب المتهم من صديقيه بأن يسرعا بالعودة مجددا إلى مركز البلدية من أجل اقتناء حبل آخر أكثر قوة لانتشاله وعشقيته، في الوقت الذي وجد فيه عشيقته مدرجة في بركة من الدماء تلفظ أنفاسها الأخيرة.
إلا أن تدخل الصديقين لم يتأخر غير أن خطورة الوضع الصحي للضحية دفعتهما للإتصال بمركز الدرك الملكي بسيدي بوعثمان، والسلطة المحلية، ليجرى استنفار الوقاية المدنية، ويتم انتشال التلميذة وهي جثة هامدة لتودع بمستودع الأموات في مراكش لإخضاعها للتشريح الطبي لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة. ونقل صديقها الذي يعمل مساعدا لجزار إلى قسم الطوارئ في مستشفى الرازي بمراكش، قبل أن تقدم له هناك الإسعافات الأولية ويعاد إلى مركز الدرك المذكور، حيث تم وضعه تحت الحراسة النظرية، قبل ان يتم تقديمه أمام النيابة العامة. ومن جهته، أيد قاضي التحقيق قرار النيابة العامة متابعة المتهم في حالة اعتقال محررا أمرا مكتوبا بايداعه سجن لوداية في انتظار مثوله أمامه مجددا، في إطار جلسة الاستنطاق التفصيلي.