الرباط - المغرب اليوم
بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ العالمية في مدينة مراكش، أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء، بشراكة وتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في العاصمة الرباط، قصة “المنقذون الأربعة” (BD) في جزئها الأول.
هذا العمل عبارة عن قصة مصورة موجهة لفئة الأطفال واليافعين من أجل الإسهام في ترسيخ الوعي البيئي وغرس الأفكار الإيجابية لدى أجيال المستقبل.
الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، أكد في كلمة بالمناسبة أن قصة “المنقذون الأربعة”، التي أصدرت الرابطة المحمدية للعلماء جزأها الأول، عمل تشاركي لأزيد من 1000 طفل ينتمون إلى مختلف جهات المملكة، بتأطير من نادي البيئة التابع لوحدة الفطرة للناشئة بالرابطة المحمدية للعلماء.
وأوضح عبادي أن أطفال “وحدة الفطرة للناشئة” اشتغلوا عبر مجموعات مصغرة على موضوع التغيرات المناخية، مع نسج شخصيات القصص وإعطائها حوارات موضوعية وأسئلة لإيقاظ الفطنة لدى المتلقين، مشيرا إلى أن “وحدة الفطرة” بالرابطة المحمدية للعلماء “واكبت الأطفال عبر ورشات ولقاءات في عدد من مدن المملكة، من أجل إكسابهم قدرات لازمة وضرورية لهذا المستقبل المتقلب الذي تنطرح فيه تحديات كبرى كتحديات البيئة، والتغيرات المناخية”، حسب تعبيره.
واعتبر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء هذه القصة، التي ستصدر أجزاؤها الأخرى تبعا، بمثابة “وسيط بيداغوجي معرفي سيسهم في تمكين الطفولة من آليات فهم التغيرات المناخية، وبالتالي الحد من سلبياتها”، على حد قوله.
من جانها، أكدت فاطوماتا نداي، المديرة التنفيذية المساعدة لمنظمة “يونيسيف”، أن “التغيرات المناخية تؤثر على الأطفال أكثر من غيرهم، كما أن نموهم يتطلب حاجيات طبيعية أكثر من غيرهم”، مضيفة أن قصة “المنقذون الأربعة”، التي أشرفت الرابطة المحمدية للعلماء على إعدادها نصا ورسوما للشخصيات المعبرة، “وسيط بيداغوجي في غاية الأهمية، من منطلق أنها توضح أبعاد التغيرات المناخية وتأثيراتها على أطفال العالم”.
اللقاء، الذي حضره الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وممثلة “يونيسيف” بالمغرب، إلى جانب 200 طفل من مختلف المؤسسات التعليمية بالرباط، عرف مداخلات لجيل “الأطفال الرواد”، أعضاء “نوادي الفطرة”، باللغات العربية، والفرنسية والانجليزية، استعرضوا فيها مختلف الأنشطة التي يقدمونها بالموازاة مع انعقاد مؤتمر المناخ بمدينة مراكش، والهادفة إلى تحسيس أجيال المستقبل بأهمية الحفاظ على المناخ والبيئة في عالمنا المعاصر، مستعينين في ذلك بوسائط الرسوم المتحركة، وألعاب الفيديو، واللوحات الفنية المعبرة عن همومهم وآمالهم، باعتبارهم رجال الغد وقادة المستقبل.
وكانت الرابطة المحمدية للعلماء وقعت اتفاقية شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، تهدف إلى تبادل الخبرات لتعزيز ثقافة حقوق الطفل، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، والقيم البانية، المسعفة في تحقيق السلم والوئام، ونبذ العنف والتطرف.
وتنص الاتفاقية على إنتاج محتوى مخصص لتعزيز حقوق الطفل، من خلال شبكات العمل المختلفة لدى كلا الشريكين. كما ستتم برمجة مشاريع لاستخدام تقنية “كتابة القصة”، و”رسم القصة”، وإعداد سلاسل ورقية ورقمية في هذا الصدد، في مواضيع ومجالات، وبحسب الأولويات المبنية على رصد وتحليل واقع الطفولة في المغرب، والتي من شأنها دعم الأولويات المحددة في الشراكة بين المملكة المغربية ومنظمة “يونيسيف”، في قضايا مثل التعليم، والرعاية الصحية، والحماية.
الاتفاقية تشمل أيضا ضرورة العمل المشترك لإنتاج ألعاب الفيديو؛ وذلك بهدف ترسيخ القيم المتسمة بالسماحة والوسطية والتضامن، المخالفة لسلوكات التطرف والتعصب والعنف، في مجال رعاية النشء