الرباط ـ المغرب اليوم
حظي نموذج وقوة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد التي وضعها الملك محمد السادس في مجال مكافحة الإرهاب بالمغرب، وخارجه، بإشادة من طرف المجتمع الدولي بنيويورك، بمناسبة الاجتماع الوزاري السابع للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي انعقد أمس الأربعاء على هامش الدورة الواحدة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهكذا أعرب وزير خارجية المملكة الهولندية، بيرت كويندرز، الذي يرأس بلده بشكل مشترك مع المغرب المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب منذ أبريل 2016، عن “الاعجاب الكبير” لبلده تجاه المقاربة متعددة الأبعاد التي تبناها المغرب في مجال محاربة الارهاب، تحت “قيادة” صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدا بدعوة جلالته “للمسلمين والمسيحيين واليهود لتشكيل تحالف ضد التطرف العنيف”.
وقال رئيس الدبلوماسية الهولندية، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “لدينا تقدير كبير للمبادرات التي قام بها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، والتي شددت على ضرورة تشكيل تحالف بين المسلمين والمسيحيين واليهود وباقي الديانات ضد خطابات الكراهية والترهيب”.
ولاحظ السيد بيرت كويندرز أن “دعوة جلالة الملك هامة جدا بالنظر إلى أننا اليوم في حاجة إلى كل الحلفاء”، محذرا من القيام بالخلط والاختزال الذي “يبحث عن حصر الإرهاب في دين معين أو في عرق محدد، وهو الأمر الذي يسعى إليه بالضبط الإرهابيون من أجل زرع بذور التفرقة والفتنة بيننا”.
وقال وزير الخارجية الهولندي إنه لهذا السبب بالضبط يشكل خطاب جلالة الملك في غشت الماضي “مصدر إلهام ذا أهمية كبرى”.
وأكد السيد كويندرز أنه في سياق جيو استراتيجي إقليمي وإفريقي أشمل، و “ولكونه اشتغل كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا، فإنه على معرفة بريادة جلالة الملك بهذه المنطقة من العالم، وبالعمل الهام الذي قام به جلالته، خاصة في مجال تكوين الأئمة الأفارقة، ونشر قيم إسلام متسامح ومنفتح، وكذا في مجال التربية الدينية القائمة على مبادئ الوسطية واحترام الآخر”.
وفي تصريح مماثل، نوه المدير التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، جون بول لابورد، ب “الدور القيادي للمغرب (في مجال مكافحة الارهاب) والذي يعود إلى تاريخ قديم، حيث أن جلالة الملك هو في نفس الوقت أمير للمؤمنين، وضامنا لإسلام متسامح يقوم على أساس المذهب المالكي، الذي انتشر بفضل المملكة في كافة أرجاء إفريقيا”.
وقال المسؤول الأممي إن المقاربة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب تعد “المثال النموذجي لما نريد القيام به،” مسلطا الضوء، في هذا الصدد، على “المقاربة متعددة الأشكال التي نفذتها المملكة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في خطاب جلالة الملك في 20 غشت الماضي”، بمناسبة الذكرى ال63 لثورة الملك والشعب.
في السياق ذاته، نوه نائب كاتب الدولة في الخارجية التركي ليفنت مراد برهان، ب “الدور الكبير الذي يضطلع به المغرب، تحت قيادة جلالة الملك”، في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا على أن بلده “يشيد بالجهود التي ما فتئت المملكة تبذلها في مجال تبادل المعلومات والتجارب والممارسات الجيدة”.
وقال المسؤول التركي إننا “نعمل بشمل وثيق مع المغرب، ونقدر الدور الذي تلعبه المملكة بحزم وقوة من أجل توسعة نطاق وتنشيط المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب”.
بدوره، أكد كاتب الدولة الإسباني في الخارجية، اغناسيو إيبانيز، على أن المغرب يقدم “نموذجا يحتذى به” في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وبعد أن أشار إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، أعرب المسؤول الإسباني عن ارتياحه لأن إسبانيا والمغرب يمثلان نموذجا جيدا للتعاون المتقدم والمكثف الذي يعطي نتائج للبلدين”.
يذكر أن الخارجية الأمريكية في تقريرها الأخير حول الإرهاب أبرزت “الاستراتيجية الشاملة” للمغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف في إطار “الانخراط” الأكيد للسلطات المغربية في المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وفق “شفافية معززة لمساطر تفعيل القانون”.
وأبرزت الخارجية الأمريكية أن الاستراتيجية “الشاملة” للمملكة، الرامية إلى احتواء التطرف العنيف، “تدخل بالتالي في إطار مقاربة تضع على رأس أولوياتها تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنمية البشرية”، مشيرة إلى إصلاح الحقل الديني وتسريع وتيرة نشر برامج التربية والتعليم والمبادرات الرامية إلى النهوض بسوق الشغل لفائدة الشباب، وكذا تمكين النساء عبر توسيع دائرة حقوقهن القانونية والسياسية والاجتماعية.