الرباط_ المغرب اليوم
نشر الشيخ السلفي حماد القباج الذي أعلن ترشحه للانتخابات التشريعية تحت لواء حزب العدالة والتنمية ، تدوينة سياسية ممزوجة بشيء من الدين وبتوابل التكتيك الانتخابي وحرب الخصوم ، حيث فتح فيها النار على بعض السلفيين واتهمهم بالدعاية لحزب الاصالة والمعاصرة ،وبازدواجية المعايير في التعامل مع الانتخابات بالمغرب .
وهذا نص التدوينة المثيرة للشيخ السلفي الذي أصبح هو الاخر غريب الأطوار ،وهذا ليس عجبا ،فالسياسة ليس فيها صديق دائم أو عدو دائم :
تنوير الرأي العام بشأن الموقف السياسي لبعض السلفيين:
لما أتيحت فرصة المشاركة السياسية للسلفيين مع دستور 2011 لم أجد كبير عناء لإقناع عدد كبير من طلبة العلم والدعاة بضرورة المشاركة السياسية .. لا سيما أن عالما جليلا من علماء السلفية في المغرب وهو الدكتور عادل رفوش كانت له جهود مشكورة في التأصيل الشرعي للموضوع ..
وهكذا خرجنا جميعا للتصويت على الدستور والمشاركة في أول انتخابات تشريعية سنة 2012 ..
فلما هبت رياح ما عرف بالثورات المضادة انقلب بعض الشيوخ والطلبة على ما سبق أن شهدوا بصوابه وأنه واجب شرعي ووطني!
وبدأنا نسمع من بعضهم كلمات في اعتبار الديمقراطية كفر واعتبار المشاركة السياسية زيغ عن الهدى وضلال مبين وانحراف عن المنهاج!!
فلما جاءت الانتخابات الجماعية والجهوية لسنة 2015 رجع أولئك مرة أخرى للقول بمشروعية المشاركة السياسية والتصويت على الأصلح وأنه واجب شرعي ووطني!
وعلمت من عدد من الطلبة الذين يحضرون مجالس أولئك أنهم يدعون في تلك المجالس إلى التعبئة للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة كما أخبروني أن بعض أولئك يحاول إقناع الشيخ المغراوي بذلك ..
وقد فشل ذلك المخطط بسبب الوعي المتزايد بين طلبة العلم والإخوة السلفيين ..
وبعد مقاطعة كلية للسياسة وتنفير السلفيين من التسجيل في اللوائح الانتخابية عاد اليوم أولئك الدعاة للترويج لمشاركة سياسية يقولون فيها صوتوا على جميع الأحزاب إلا حزب العدالة والتنمية!!
وهو ما بدأ يروج في بعض المجالس الخاصة والشبه سرية التي يحضرها بعض إخواننا الرافضين لمثل هذا التلاعب بالدِّين والسلفية الذي يعرف الجميع من يتحكم فيه؟ وكيف يتحكم؟ وكيف يعطي الغطاء القانوني لتجمعات كبرى في بعض الأماكن تحت مسميات معينة ..
أرجو أن لا أضطر لبيان أكثر من هذا .. وأرجو أن لا أضطر لكشف الأسماء والأماكن وما يتم تداوله مما هو مناف للقانون بل وللأخلاق الكريمة ..
ومن آخر ألاعيبهم أنهم استصدروا فتوى من عالم سعودي اسمه الشيخ الفوزان ليقول لهم ما سبق أن قاله قديما من تحريم المشاركة السياسية وأنها فتنة وضلال!
لكنه فاجأهم هذه المرة وقال بمشروعية الدخول للعمل في مؤسسات الدولة .. (انظر الفيديو المرفق)
فلما فشلوا في هذا المسعى قاموا بشيء قبيح جدا وهو اقتطاع مقطع لشيخ آخر مصري وهو الشيخ الحويني يتكلم عن المشاركة السياسية في عهد حسني مبارك وأن الداعية حين يدخل إلى البرلمان فإن السياسيين يتلاعبون به ..
فكتبوا على الفيديو عنوان: (رسالة من الشيخ الحويني إلى الشيخ القباج) وينشرون هذا الفيديو في مجالس خاصة لتنفير السلفيين من التصويت لمن يحاربونه بلا مبرر!!
وأختم بنصيحة لإخوتي السلفيين الذين تورطوا في هذه الحالة غير المشرفة بأن يتقوا الله وأن يكونوا صادقين سواء في موقف المقاطعة أو في موقف المشاركة ..
أما أن يبثوا في المجالس التنفير من التسجيل في اللوائح الانتخابية باسم أن الديمقراطية كفر والسياسة دنس فلما تأتي الانتخابات يعقدوا المجالس ليقولوا للناس صوتوا على جميع الأحزاب إلا حزب العدالة والتنمية فهذا منكر يأباه الشرع والضمير الحي والأخلاق الكريمة!
وأرجوا خالصا من قلبي أن لا يخضع الشيخ المغراوي للضغوط التي تُمارس عليه لتوريطه في هذه الفضيحة الأخلاقية وأنصح من يحيط به من الإخوة الصادقين
أن يبينوا له ما يخفي عليه أولئك الذين نعرف جميعا من هم؟
ولصالح من يعملون؟
وهذا أقل ما نهديه لشيخ فاضل أفنى عمره في الدعوة ويريد البعض أن يورطه في مواقف سياسية تلعب بالدِّين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة” رواه مسلم