الرباط _ المغرب اليوم
على الرغم من مرور حوالي أسبوع على انطلاق الرحلات الجوية والبحرية الاستثنائية لنقل المواطنين المغاربة من الخارج إلى المغرب، فإن الراغبين في العودة ما زالوا يواجهون مجموعة من الصعاب، تتعلق أساسا بمشاكل اختبار التأكد من الخلو من فيروس كورونا الذي اشترطته السلطات المغربية على كل راغب في العودة، إضافة إلى التحليل السيرولوجي. وإلى حدود اليوم، ما زال عدد من المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب يواجهون مشاكل لم تكن في حسبانهم، على الرغم من التزامهم بالشروط التي وضعتها السلطات المغربية، إذ وجد عدد منهم نفسه وسط دوّامة من المعاناة بسبب عدم تكليف أشخاص متخصصين بالتأكد من صحة نتائج كشف (PCR) والفحص السيرولوجي، وغياب التنسيق بين الطرف المغربي والجهات الصحية في
البلدان التي يفد منها المغاربة. عبد الإله واحد من المغاربة الذين كابدوا معاناة مريرة نتيجة الأسباب المذكورة، إذ أجرى لوالديْه التحليلين الطبيين المطلوبين يوم الأربعاء الماضي، وكانت النتيجة سلبية؛ لكنه تفاجأ بالسماح لوالده فقط بالصعود إلى الطائرة ومنع والدته، بداعي أن كشف التأكد من عدم حملها لفيروس كورونا لم يكن إيجابيا مائة في المائة. وأوضح عبد الإله، وهو مغربي مقيم في مدينة بولونيا بإيطاليا، أن في هذه الدولة الأوروبية لا بد لمن يريد أن يجري فحص (PCR) أن يتوجه أولا إلى عيادة الطبيب، وهذا الأخير هو الذي يرسله إلى المختبر لإجراء الكشف؛ وهو الإجراء الذي سلكه والداه، وأخبرهما الطبيب بعد خضوعهما للتحليل المخبري أنهما سليمان.
وفيما كان عبد الإله يهم بتوديع والديه في المطار، تفاجأ بالعوْن المكلف بالتأكد من نتيجة الكشف يمنع أمه من الصعود إلى الطائرة. وعلى الرغم من أنه اتصل في الحين بالمختبر الذي أجري فيه الكشف، وأكّد أنه ليس إيجابيا، وأنه لو كان كذلك كانت والدته ستُنقل إلى المستشفى للعلاج؛ فإنها مع ذلك منعت من السفر. المثير أنه بعد أربعة أيام أجرت والدة عبد الإله كشفت جديدا، وكانت نتائجه سلبية، وهو الآن ينتظر ما سيقرره مراقبو الكشوفات في المطار، معبّرا عن امتعاضه من التعامل الذي يقابَل به المسافرون، وعدم تخصيص مراقبين متخصصين للنظر في الكشوفات، إذ يتولى المهمة المسؤول عن الأمتعة، على حد تعبيره.
وتحفل مجموعات التراسل الفوري التي أنشأها المغاربة المعنيون بالعودة إلى المغرب بأسئلة بسيطة؛ لكنها تحيرهم، تتعلق بكشف التأكد من عدم الإصابة بفيروس كورونا والفحص السيرولوجي، وسط شكاواهم من عدم حصولهم على المعلومات التي يبحثون عنها من طرف الجهات المسؤولة. وفي مقابل غياب المعلومات، تجتهد بعض المصالح القنصلية المغربية في مساعدة المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب، كما هو الحال بالنسبة للسفارة المغربية في البحرين، التي وجهت إعلانا تضمّن معلومات حول الرحلة الاستثنائية المقرر تنظيمها يوم 28 يوليوز الجاري، ووضعت رهن إشارة المغاربة والبحرينيين المقيمين في المغرب بريدها الإلكتروني ورقما هاتفيا للتواصل عبر "واتساب".
من جهة ثانية، تستعد السلطات المغربية لاستئناف نقل جثامين المغاربة الذين توفوا في الخارج، وفق شروط خاصة، وفي مقدمتها أن تكون الوفاة ناجمة عن سبب آخر غير فيروس كورونا، أي أنه لن يُسمح سوى بإعادة جثامين الأشخاص المتوفين وفاة طبيعية، حسب ما جاء في إعلان صادر عن القنصلية العامة المغربية في فيل مومبل (villemomble) الفرنسية. ووفق الوثيقة نفسها، فإن مصاريف نقل الجثامين إلى المغرب، والتي يتوجب أن تتم عبر الرحلات الجوية فقط، تتحملها شركات التأمين أو الأسر، وينبغي أن يتم إرفاق طلب نقل الجثمان بالوثائق المطلوبة وبالتصريح بالشرف المتعلق بتحمل نفقات النقل.
قد يهمك ايضا
دراسة علمية تظهر تراجعا سريعا في مناعة المصابين بكوفيد-19
مؤتمر "فقه الطوارئ" يؤيد تقليص أعداد الحجاج للوقاية من الجائحة