الرباط_ المغرب اليوم
حذر إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، من خطر غريمه “العدالة والتنمية”، وقال إن المشروع الذي ينخرط فيه هؤلاء لن يوصل بلادنا إلى بر الأمان”، داعيا الأجهزة الأمنية إلى أن تقوم بعملها في هذا الإطار”، قبل أن يشير إلى حديث رئيس الحكومة عن اتباع حزبه لمنهج ابن تيمية”.
وأردف العماري، خلال استضافته ضمن سلسلة الحوارات التي تعقدها جريدة هسبريس بمناسبة انتخابات 7 أكتوبر، بأن “ابن تيمية ضد أم كلثوم، ولا يمكن أن نجمع بين ابن تيمية وأم كلثوم”، في إشارة إلى انتشار تسجيل يظهر فيه رئيس الحكومة ينصت إلى أغنية لكوكب الشرق.
وأضاف زعيم “الجرار” مهاجما الحزب القائد للائتلاف الحكومي: “المتعارف عليه هو أن الحزب هو الذي يؤسس جناحا دعويا، لا أن ينبثق عنه”، مواصلا “من حق المغاربة منح صوتهم لمن يريدون، لكنهم إن وضعوا ثقتهم في العدالة والتنمية لخمس سنوات ثانية فالخطر القادم لن يكون فقط اجتماعيا واقتصاديا”.
وأشار العماري إلى أن شعار محاربة الفساد لم يظهر مع حراك 2011 بل يعود إلى سنوات مضت: “الناس خرجوا إلى الشارع في أعوام سابقة وليس فقط عام 2011، الذي لم يسقط فيه ضحايا، باستثناء بعض التجاوزات الأمنية القليلة، كما حدث في السابق، إذ وصل الأمر إلى أننا لم نجد قبور الضحايا”.
وفسر سبب تحذيره من تكرار السيناريو السوري أو الليبي أو غيرهما في المغرب عقب الانتخابات التشريعية المقررة غدا الجمعة، مشيرا إلى أن عدد المتطرفين “الدواعش” في جهة طنجة تطوان الحسيمة التي يرأسها ارتفع في السنوات الخمس الأخيرة.
العماري وصف الوضع القائم بـ”الخطير”، قائلا: “أنا كرئيس جهة اكتشفت أمورا خطيرة في جهتي التي تعد الزبون الأول لداعش”، مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية لا تتحمل المسؤولية عن هذا الوضع”، وزاد: “الأجهزة الأمنية في العالم توقف التنفيذ وليست مسؤولة عن انتشار الأفكار”.
زعيم “الجرار” لم يحمل كل المسؤولية كذلك للحكومة الحالية قائلا: “ليست الحكومة المسؤولة، ولكن الرقم ارتفع في السنوات الخمس الماضية، وهو وضع يجب إصلاحه”، قبل أن يلفت إلى أن تحذيره من تكرار بعض السيناريوهات السائدة بالمنطقة لا يتعلق بتحذيره من نظام معين.
وأكمل المتحدث موضحا: “سيناريوهات العنف في المنطقة العربية كانت لها مقدمات تتمثل في العنف اللفظي، الذي عشنا على إيقاعه مؤخرا مع غياب الحوار”، معتبرا أن ما كان يميز سنوات الرصاص التي شهدها المغرب من قبل هو “غياب الحوار ولو بشكل صوري”.
وأردف العماري قائلا: “عشنا على وقع اتهامات وقراءات غريبة”، مؤكدا على “ضرورة إثارة الانتباه ودق ناقوس الخطر لعدم الوصول إلى نماذج تسود في المنطقة”، ومنبها إلى أنه “يتم التربص بالأمن، والدليل هو البيانات اليومية الصادرة عن وزارة الداخلية والأمن بخصوص الجماعات المتربصة في البلاد”.