الرباط_ المغرب اليوم
بدا محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، متشبثا بمرجعية الحزب اليسارية الاشتراكية، ومؤكدا أنه لو توفرت الظروف السياسية لقدم برنامجا بنكهة يسارية تقدمية.
واضاف بنعبد الله، السبت في الرباط، إن دور الانتخابات هو تمييز المواطنين للبرامج والأحزاب؛ لكن قدرة حزب واحد على قيادة الحكومة لوحده غير متوفرة في المغرب، مؤكدا أن “هذا الواقع مسؤول عليه الجميع ويجب تصحيحه”.
بنعبد الله عاد إلى التحالف مع العدالة والتنمية، ليؤكد أنه جاء بناء على مواقفنا الداعمة للديمقراطية ودولة المؤسسات، وأحزاب لها مصداقيتها في الساحة السياسية، وتوزيع الثروات والعدالة والاجتماعية، مشددا على أن الحكومة التي جاءت بعد الحراك الشعبي كان يجب أن نكون فيها بالرغم من المشكل القيمي على مستوى المرجعية؛ ولكن اتفقنا على ميثاق هو ديباجة الدستور.
وفي الوقت الذي أكد فيه بنعبد الله أن حزبه “لم يجد صعوبة تذكر خلال هذه الفترة مع حليفه العدالة والتنمية”، موضحا بخصوص تصريحاته التي جاءت حول “وجود دولتين” في المغرب الصادرة عن رئيس الحكومة، بالقول “الذي يشكل خطورة هو وجود دولتين بالفعل، ولكن الأصل أن “هناك دولة واحدة وموحدة في الدستور، وضمنها من يريد الديمقراطية وآخر لا يريد أن يساير هذا المد”، على حد تعبير ضيف هسبريس.
وفي هذا الصدد، جدد أمين عام حزب “الكتاب” التأكيد على أن “ابن تيمية الذي تحدث عنه بنكيران غير موجود في البرنامج الحكومي. لذلك، لا تحاسبوني بمرجعية الآخرين؛ لأن الكل يتحدث عما يريد”، مضيفا: “لا تحملونني مسؤولية الكلام التي يتحدث به عبد الإله بنكيران؛ لأن ما نتحمل فيه المسؤولية هو البرنامج الحكومي”.
محمد نبيل بنعبد الله قال، خلال حلوله ضيفا على جريدة هسبريس الإلكترونية ضمن سلسلة الحوارات المواكبة للحملة الانتخابية للسابع من أكتوبر المقبل، إنه “في عدد من القضايا وقع تذويب للعديد من الأمور التي كانت لدى العدالة والتنمية، وبالخصوص في المجال الهوياتي والقيمي والإعلام”، مسجلا أن حزبه “التقدمي” أثر في القرار ووجد حلولا وسطى في العديد منها.
من جهة ثانية، شدد بنعبد الله على أن “الضغوطات موجودة يوميا في الحياة السياسية، والسياسي المحنك هو الذي يزن الأمور”، مبرزا “أن القضايا الإيديولوجية يمكن أن تفجر تحالفا حكوميا؛ ولكننا استطعنا تدبير هذا الأمر خلال هذه الولاية الحكومية”.
وفي هذا الاتجاه، أكد المتحدث أن حزبه “لم يبتعد عن الأسرة اليسارية والاشتراكية، ولا يمكن تغييرها لأنها لصيقة بجيناته”، مشيرا إلى أنه “عندما تكون الديمقراطية في خطر نتحالف لحمايتها، والتحالف مع العدالة والتنمية جاء دون التخلي عن مبادئنا”.
واستطرد المتحدث، في اللقاء ذاته، بالقول: “من حسن حظ بلادنا أننا نتوفر على تيار ديني، بمرجعية إسلامية، هو العدالة والتنمية قبل الدخول إلى المؤسسات، وقام بالفصل مع الحركات المتطرفة”، مبرزا أنهم “احتفظوا بمقوماتهم وتأقلموا مع التدبير بعد خمس سنوات. لذلك، لا يمكن القضاء عليهم كما يريد ذلك البعض من خلال الضغط على فك التحالف معهم، أو وقف التعامل معهم، وهذا الأمر الذي اعتبرناه خاطئا”.
وبعدما نبه أمين عام حزب “الكتاب” إلى أنه “يمكن أن نكون مخطئين في التقدير، ولكن في المنطق الديمقراطي نحن نمارس حريتنا”، اعتبر القيادي التقدمي أن “المغاربة يعرفون أن اختياراتنا كانت صوابا؛ وهو ما أثبتته الانتخابات الجماعية التي ضاعفت أصوات الحزب بالمقاربة مع 2011″، مؤكدا أن “الذي جمعنا هو ميثاق الأغلبية، الذي تم وضعه بعد تشكيل الحكومة بما يضمن عدم المساس بأي من ديباجة الدستور”.
محمد نبيل بنعبد الله نبه إلى أنه “عندما تقوم بالسياسة بالكلمة والرجولة، فإن الأمور تذهب كما تريد؛ وهو ما قام به الحزب من خلال تدبير لخلافاته بلباقة في هذه الولاية”، مسجلا أنه في المقابل “عندما تضع رجلا هنا ورجلا هناك، فإن هذا الأمر يمكن أن يخلق عدم توازن في العلاقات”.
وحول عدم تقديم الأغلبية المنتهية ولايتها للحصيلة، قال بنعبد الله “إن المغاربة يعرفون من يريد أن يقدمها، ومن لا يريد”، مبرزا “أن المواطنين يعرفون الأطراف السياسية الجادة، بالرغم من وجود نقائص وسلبيات يعرفها المجتمع المغربي”.
وتابع بنعبد الله إن “الخمس سنوات التي شارك فيها حزبه في الحكومة قدم فيها عطاء لابأس به”، مشيرا إلى “أن العطاء كان عطاء المخلصين، الذين أعطوا بعدا اجتماعيا بفضل المرجعية اليسارية للحزب. لذلك، فالمغاربة مطالبون بالتصويت على التوجه الديمقراطي للبلاد”.