باريس_ المغرب اليوم
أبلغ كلود بارتلون، رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، ممثل رئاسة الجمهورية لدى البرلمان، بتقديم مشروع قرار حول إقالة الرئيس فرانسوا هولاند بسبب إفشائه معلومات سرية.
وأوضحت صحيفة "لوباريزيان"، الجمعة، 11 نوفمبر\تشرين الثاني، توقيع 79 نائبًا من الجمعية الوطنية على الاقتراح، وهو عدد يفوق 58 عضوًا كنصاب ضروري يخول طرحه رسميًا للنظر فيه من قبل البرلمان.
ومن بين الموقعين على الوثيقة، رئيس كتلة حزب "الجمهوريين" كريستيان جاكوب، الذي قدم المشروع رسميًا، ورئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون. ويتوقع حزب "الجمهوريون" أن ينضم إلى الفريق الداعم لهذه الوثيقة العشرات من أعضاء الكتلة.
وتقتضي القواعد الخاصة بعملية إقالة الرئيس إبلاغ الرئيس نفسه، ورئيس الوزراء بطرح أي مبادرة بهذا الشأن في البرلمان. وتأتي المبادرة بإقالة هولاند باعتبار أن الرئيس كشف عن معلومات تعتبر من أسرار الدول في كتابه الذي نشر بعنوان صارخ: "الرئيس لا يتحدث هكذا".
يذكر أن إجراءات إقالة الرئيس وفق المادة 68 من الدستور الفرنسي، تم تحديدها بشكلها الحالي عام 2014. ووفق القوانين الفرنسية، لا يمكن إقالة الرئيس إلا في حال تقاعسه عن أداء مهماته بشكل يتعارض بوضوح مع التزاماته المنصوص عليها.
وفيما يخض مصير مشروع القرار، فسيحدده المكتب المعني بهذه الشؤون في البرلمان. وفي حال اعتبر المكتب أن المبادرة صالحة قانونيًا، من حيث شكلها ومضمونها، فستسلم إلى اللجنة النيابية المعنية بالشؤون القانونية في الجمعية الوطنية. وفي حال بدء عملية إقالة الرئيس فعلًا، يتعين على مجلسي البرلمان تشكيل محكمة عليا لاتخاذ القرار النهائي.
ومن اللافت أن رئيس الوزراء السابق فيون اعترف بأنه لا يأمل في نجاح هذه المبادرة، لأن تمريرها يتطلب تأييد أغلبية نواب البرلمان، فيما يعجز اليمينيون عن ضمانها. ومن اللافت أن تقارير صحافية ذكرت قبل أيام، أن القوى اليمينية، زادت من ضغوطها على هولاند، من أجل حمله على التراجع عن قراره الترشح لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات المقررة العام المقبل.
يذكر أن كتاب "الرئيس لا يتحدث هكذا" صدر في أكتوبر\تشرين الأول الماضي، وأعده الصحفيان غرار دافي وفابريس لوما على أساس مقابلات مع هولاند. ويتضمن الكتاب عددًا من الاعترافات المثيرة للجدل، بما في ذلك إقرار هولاند أنه أمر الاستخبارات الفرنسية بتصفية جهاديين في الخارج. وفي مقابلة أخرى نشرت في الكتاب نفسه، وصف هولاند إقراره السابق بأنه ضرب من الخيال، موضحًا أن الحديث كان يدور عن التجسس على المتطرفين وتحييدهم.