الرباط _ المغرب اليوم
في خضم انحسار الفعل الثقافي في الساحة المغربية، تعمل شبكة المقاهي الثقافية على المساهمة في سد الخصاص المسجل في هذا المجال، وذلك عبر تنظيم أنشطة ثقافية متنوعة، من لقاءات لقراءة الكتب وأماسي شعرية ومعارض فنية، في إطار مقاربة تقوم على تقريب الثقافة من المواطنين، وذلك بجعلها في متناولهم داخل فضاء حميمي هو المقهى. تأسست شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب سنة 2015. ويقول نور الدين أقشاني، رئيس الشبكة، إن هذه الأخيرة تلعب دورا مهما في تنشيط الساحة الثقافية منذ تأسيسها إلى الآن، لافتا إلى أن الأنشطة التي تقدمها لا تزال مستمرة رغم
جائحة فيروس كورونا، عبر انعقاد عدد من المقاهي الثقافية حضوريا أو عن بعد. وتتميز الأنشطة التي تنظمها شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب باستضافة عدة فعاليات تنتمي إلى مختلف مجالات وحقول الإبداع والثقافة والفن، ويضفي عليها فضاء المقهى الذي تنعقد فيه جوا خاصا وفريدا يختلف كثيرا عن أجواء قاعات العروض وأروقة المعارض والمكتبات وغيرها التي تنظم فيها الأنشطة الثقافية، ما يتيح استقطاب جمهور متنوع. في هذا الإطار، أبرز نور الدين أقشاني، في تصريح لهسبريس، أن الأنشطة التي تنظمها شبكة المقاهي الثقافية تلقى تفاعلا من طرف الجمهور يتفاوت
بحسب اسم ووزن الضيف، كما أن نوعية الجمهور الذي يفد على المقاهي الثقافية أيضا تختلف عن نوعية الجمهور الذي يحضر الأنشطة المنظمة في الفضاءات الكلاسيكية. “هناك فنانون كبار يستقطبون جمهورا استثنائيا يحضر ليأخذ صورا تذكارية معهم بعد أن تعود على رؤيتهم في القنوات التلفزيونية فقط، إضافة إلى مواكبة لقاءات الكتاب والشعراء والمفكرين الذين يحضرون للمقهى لتوقيع آخر إصداراتهم في لقاء مباشر مع قرائهم”، يقول أقشاني. وإذا كان الفعل الثقافي ينحصر عموما في الحواضر، فإن شبكة المقاهي الثقافية تراهن فضلا عن اشتغالها في الوسط المديني، على
الانفتاح على الهامش وإيصال الثقافة إلى القاطنين خارج المركز. وظهرت موجة المقاهي الثقافية في المغرب منذ حوالي نصف قرن، عبر محطات وتجارب متنوعة، وبرزت في العديد من المدن كفاس ومكناس والرباط وطنجة وتطوان وآسفي والدار البيضاء، وجاءت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، وهي أول شبكة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتكون إطارا لهذه الثقافة الجديدة. وموازاة مع الجهود التي تبذلها لتوسيع أنشطتها، تواجه شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب مجموعة من الإكراهات، تتمثل بالأساس في قلة الإمكانيات المادية لمواكبة وتطبيق البرنامج
السنوي المتنوع للشبكة، بحسب إفادة رئيسها. وتنظم الشبكة المذكورة مجموعة من الأنشطة الثقافية، مثل أمسيات الشعر بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وليالي المقاهي الرمضانية، و”نقراو فالطبيعة”، والملتقيات الجهوية والوطنية. وعلاوة على الإكراه المتعلق بالجانب المادي، تواجد شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب إكراهات أخرى تتعلق “بعدم حماس مجموعة من أرباب ومسيري المقاهي لهذا الفعل الثقافي، الذي خلق رواجا ثقافيا وفنيا بأزيد من 30 مقهى على طول خريطة المملكة، بوتيرة متباينة من مدينة إلى أخرى”، يصرح أقشاني.
إضافة إلى ذلك، “ثمة إكراه آخر يتعلق بندرة انفتاح المديريات الإقليمية والجهوية لقطاع الثقافة على برامج الشبكة”، يردف المتحدث، لافتا إلى أن الشبكة رغم محدودية إمكانياتها، فإنها تعمل على الرقي ببرامجها والاتفاقية التي وقعتها مع وزارة الثقافة في عهد الوزير محمد الأعرج، وتم تحيينها مؤخرا، وذلك بالانفتاح على المؤسسات الاقتصادية والجماعات الترابية والجهات للمساهمة في التنمية الثقافية المحلية.
قد يهمك ايضا
الجائحة تغلق آلاف المقاهي والمطاعم وتنشر البطالة في العاصمة الاقتصادية