الرباط_ المغرب اليوم
كان لابد له وأن يستغل حضور بعض مراسلي الجرائد الإلكترونية الوطنية والمحلية، ليلقي خطابا مليئا بالمواعظ وقيم المواطنة وحب خدمة المواطن المقهور الذي يعيش في القرى والمداشر، وينتظر مسؤولا سياسيا ينتشله من غيابات الفقر وبراثن الجهل والتهميش، فألقى كلمات خَبِرَ صياغتها مع توالي السنين وتمرس على قولها في كل مناسبة وحين، وبين الحركة والميزان. لحسن حداد، وزير السياحة في الحكومة المنتهية ولايتها، أشار بشكل ضمني إلى توزيع المال الحرام خلال الحملة الانتخابية بدائرة خريبكة، مستنكرا استعمال منافسيه لكل الوسائل لاستمالة الناخبين يوم الاقتراع.
بين الأمس واليوم نسي أو تناسى لحسن حداد أنه لم يقدم شيئا يذكر لساكنة الإقليم التي انتخبته ليكون الإبن البار ويلتفت لهموم المواطنين لما يقارب عقدين من الزمن جلس، كانتا فرصة له لأن ينظر للإقليم الذي تربى فوق أرضه ويهتم بمجال السياحة ويدعم تراثها الشعبي (اعبيدات الرما) ويحتضن موسم بوعبيد الشرقي، ويدعم مهرجان السينما الإفريقي بوابة المغرب السينمائية نحو القارة السمراء، لكنه أخفى فشله في قطاع السياح الذي كان يشرف عليه وشرع في تعداد منجزاته بالإقليم من قبيل تسوية العديد من الملفات الخاصة بالأراضي السلالية، توسعة شبكة الكهرباء، وفك العزلة عن عدد من الدواوير، وتسهيل الولوج للخدمات الصحية……وهي الحصيلة التي يسعى إلى ترويجها من خلال الصحافة التي أهانها باستقبال بارد واستخف بحضورها بعدما أعلن عن تخصيص 10 دقائق للتواصل معها بحكم التزاماته وترجيه كتابة مقالات تلمع صورته لدى الرأي العام.
لحسن حداد دعا الناخبين إلى منح أصواتهم للرجل المناسب الذي يتواجد باستمرار بالقرب منهم ويفتح أبوابه أمام مشاغلهم وهمومهم، في إشارة ضمنية للمرشحين الذي لا يزورون الإقليم إلا في مناسبات محددة، لافتا الانتباه إلى كونه دائم التواصل مع الساكنة وقريب من انشغالاتها اليومية، مقدما مثالا بسوء تدبير حزب العدالة والتنمية للتجربة الحكومية الحالية والعديد من البلديات والجماعات القروية، بالرغم من كونه كان أحد أعضائها
كما تحدث لحسن حداد للصحافة التي استقبلها بمنزل يكتريه بأحد أحياء مدينة خريبكة، عن حزب الاستقلال المتغلغل بتراب الإقليم ويضم مختلف الفئات والأعمار، وكذا تجربته الكبيرة في التسيير الحكومي وعدة جماعات وهو ما يفتقده حزب العدالة والتنمية الذي فشل في تسيير عدة مجالس جماعية.