الرباط_ المغرب اليوم
وجه صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المستقيل خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقد صباح السبت في مدينة بوزنيقة، رسالة وداع إلى مؤتمري الحزب وهو يشرح أسباب استقالته من الحزب مباشرة بعد الانتخابات التشريعية التي حصل فيها الحزب على 37 مقعدا برلمانيا.
مزوار خاطب أعضاء المؤتمر الحاضرين وهو يشيد بموقفه ووضعه الاستقالة على طاولة المكتب السياسي قبل أسبابيع قائلا: إن قراره هو “نوع من الاعتراف بعدم الرضى عن النتائج الانتخابية، فالطموح كان أكبر مما تم تحصيله وطموحي كان أكبر”، مضيفا أنه “وباعتبار رقم واحد في الحزب فإني اعتبر أن لي مسؤولية عن نتائج الحزب، رغم أن هذا المسار تتدخل فيه معطيات عدة”.
وأكد مزوار في رسالة الوداع أنه “ترك مكانه لغيره في إطار تناوب على المسؤوليات، سيعمل على ضمان تطوير الحزب”، داعيا التجمعيين إلى الاستمرار في نفس النهج بالرغم من الهجوم الذي يتعرضون له.
وشدد وزير الخارجية والتعاون على أن “استقالة مسؤول عن حزب ما عادة ما ينظر لها كحدث نادر وغير مألوف، فالقاعدة جرت أن يتشبث الرئيس أو الأمين العام للحزب بموقفه أو بالكرسي كما يقال، وقد يجد لنفسه كل الأعذار المعقولة وغير المعقولة لضمان الاستمرار ولا شك أن ذلك يعتبر من الخاصيات السلبية التي راكمتها التجربة السياسية عموما”.
وتابع صلاح الدين مزوار وهو يشيد بالفترة التي قضاها على رئاسة الحزب قائلا: “قبل أن تبثوا في قرار الاستقالة، فلا بد أن نتوقف عند مواقف بارزة عاشها الحزب في السنوات الأخيرة، فمنذ تولي رئاسته عرف حضورا في الساحة السياسية جعلته رئيسيا في مختلف الأحداث”، مضيفا أن هناك “حيوية تنصب في الجانب التنظيمي وبلورة هوية الحزب وتحديد مرجعياته والتأسيس النظري لطروحاته”.
وتحدث صلاح الدين مزوار، عن كون هذا الفشل راجع إلى كون القيادة في شخصه وباقي الأعضاء “لم نخصص للحزب ما يستحق من عمل في مرحلة لا تحتمل الفتور وهذا اعتراف لا مجال فيه للتهرب من المسؤولية”، مضيفا أن “نوعا من الارتخاء تسلل إلى آلتنا الحزبية ولم نتمكن من انجاز كافة امورنا التنظيمية والتواصلية واعتقدنا سذاجة بأن عملنا وتفانينا سيشفع لنا أمام الناخبين”.
ورغم ذلك يضيف مزوار أمام تصفيقات التجمعيين “فقد حافظ الحزب على موقعه في الخريطة السياسية سواء في الانتخابات الجماعية والجهوية او في التشريعات الأخيرة، علما أن النتائج في مجملها خضعت لمنطق التركيبة الجديدة بعد مخلفات الربيع العربي الى جانب الهجومات التي استهدفت الحزب”.
وقال مزوار وهو يهاجم حكومة عبد الإله بنكيران السابقة وحزب العدالة والتنمية بشكل ضمني بعدما تم اللجوء إليه لتشكيل الحكومة بعد انسحاب حزب الاستقلال “كانت التجربة في المعارضة غنية بالرغم من قصرها، الى ان حدث ما حدث في الحكومة من اعطاب زادت من تدني الاداء الحكومي وتضع مصالح المواطنين امام خطر يهدد مصالح المكتسبات وتم اللجوء الى الاحرار من أجل تجاوز الأعطاب”، مضيفا “تحملنا المسؤولية في المجالات الأكثر تضررا في المجال المالي والخارجي حيث واجهنا تراجع الاقتصاد والاستثمار الاجنبي والوطني والتخبط الذي كان سينتج سنة بيضاء”، مشيرا إلى أن ” أبواق الربيع العربي كانت تراهن على سقوط الاحزاب من اجل تسييد لون سياسي وحيد وأوحد”، في إشارة إلى طغيان التيار الاسلامي بالعالم العربي، مضيفا أن الحزب “رفض الهيمنة وابجديات التعامل السليم بين مكونات الأغلبية”.