تطوان ـ المغرب اليوم
وجد إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، نفسه في وضع محرج بسبب تعثر تنفيذ مشروع توفير حافلات النقل المدرسي، لفائدة المؤسسات التعليمية الموجودة بالوسط القروي في مناطق الشمال، والذي كان مقررا تنزيله بداية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بالتزامن مع انطلاق الدخول المدرسي، في إطار اتفاقية مشتركة مع وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم شمال المملكة.
وهاجم إلياس العماري المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشمال، في رسالة موجهة إلى مديرها العام، منير البويسفي، محملا إياها مسؤولية الإخلال بالفصل الرابع من الاتفاقية الخاصة، والذي ينص على التزام الوكالة بتنفيذ وتتبع مشروع توفير النقل المدرسي بالجماعات الترابية الموجودة بتراب الجهة، رغم أن مجلس الجهة أوفى بالتزاماته كاملة وأدى الاعتمادات المالية منذ مدة.
ووفقا للمصدر نفسه، فإن رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، طلب من وكالة تنمية وإنعاش أقاليم وعمالات الشمال، موافاته بأسباب تأخر تنفيذ خدمة النقل المدرسي مع انطلاق الموسم الدراسي 2017-2018، كما طلب منها التعجيل بإعطاء أمرها للشركات المعنية قصد الشروع في العمل، وذلك التزاما ببنود الاتفاقية الخاصة، وتحقيقا للأهداف المرجوة من المشروع.
والاتفاقية المذكورة، والتي صادق عليها مجلس الجهة بالأغلبية في دورة يناير/كانون الثاني الماضي، تنص في الفصل الرابع منها، على التزام الوكالة بتحديد نوع ومواصفات وسائل النقل المناسبة، وإعداد ملفات استشارات طلبات العروض وإعطاء انطلاقاتها وإبرام العقود المتعلقة بالطلبيات العمومية، وتتبع وتنفيذ المشروع بعد استلام وسائل النقل بمواصفات معايير الجودة والسلامة المعمول بها في الصفقات وسندات الطلب.
ولكن مصادر عليمة بتفاصيل الاتفاقية بين جهة الشمال ووكالة منير البويسفي، والتي تبلغ تكلفتها الإجمالية بأزيد من 158 مليون درهم، قدمت حيثيات تتعلق بتأخر تنزيل المشروع وإعطاء انطلاقته من طرف وكالة أقاليم الشمال، موضحة بأن مسطرة تنفيذها سارية منذ عدة شهور، غير أنه حصل تعثر في مراحلها الأخيرة ولم تعرف أي توقف يذكر.
وأفادت مصادرنا، أن وكالة تنمية أقاليم الشمال أعلنت عن طلبات عروض بالأقاليم والعمالات الثمانية للجهة، وفتحت أظرفة المقاولات المتنافسة، وأعلنت عن أسماء الشركات النائلة للصفقات المتبارى عليها، لكن إحدى المقاولات التي رست عليها صفقات أقاليم الحسيمة، شفشاون، ووزان، وهي الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك، تنازلت عن الالتزام بتدبير الصفقة في وقت لاحق لاعتبارات تقنية.
وإثر ذلك، أعلنت وكالة تنمية أقاليم وعمالات شمال المملكة، عن طلبات عروض جديدة بخصوص الأقاليم الثلاثة، وتم فتح أظرفة الشركات المتنافسة، وقريبا سيعلن عن أسماء المقاولات التي سترسو عليها صفقة توفير حافلات النقل المدرسي للأقاليم الثلاثة المذكورة، وحينها ستقوم الوكالة بإعطاء الانطلاقة لتسليم حافلات النقل المدرسي للجماعات القروية، في موعد موحد في جميع الأقاليم الثمانية بالجهة.
تجدر الإشارة إلى أن دعم النقل المدرسي بالعالم القروي، كان موضوع جدل قوي بين أغلبية إلياس العماري، وفريق في حزب العادلة والتنمية في المعارضة، في دورة يناير/كانون الثاني الماضي، إذ كان فريق البيجيدي اقترح تخصيص فائض السنة المالية الماضية إلى حين برمجته. في مشاريع تراعي خصوصيات وحاجيات كل وحدة ترابية، وفق خارطة طريق لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، في حين تمسكت الأغلبية المسيرة لمجلس الجهة، بضرورة برمجة فائض الميزانية لدعم النقل المدرسي نظرا إلى طابعه الاستعجالي.