الجزائر - المغرب اليوم
انتهى مسلسل الشاب عياش محجوبي ( 26 عاما) بمأساة، فكل محاولات إنقاذ الرجل العالق داخل أنبوب يؤدي إلى بئر باءت بالفشل، وسط تساؤلات حول الجهة التي تتحمل مسؤولية هذا الموت البشع. عياش صرخ داخل أنبوب على عمق أربعين مترا حتى لم تعد له طاقة على الصراخ، وحتى فاضت روحه إلى بارئها. ستة أيام بلياليها قضاها الشاب عياش محجوبي من ولاية المسيلة داخل أنبوب قطره 35 سنتيمترا،
انتظر الإغاثة ويكون قد حسب وحبس أنفاسه حتى يبقى على قيد الحياة، قدماه مغروستين في الطين والماء، وهو يأمل في أن تصل إليه فرق الإنقاذ، إلى غاية اليوم الثالث كان عياش حيا وكان ينادي طلبا للنجدة، لكن مع مرور الوقت بدأت الحظوظ في إخراجه حيا تتضاءل، ومعها تتزايد الحسرة والألم، حسرة أهله وألم والديه، صورة والده وهو يجلس على الأرض ممسكا برأسه، وصورة والدته وهي تتحرك بصعوبة في مكان الحادث أملا في أن تراه حيا، وصورة شقيقه وهو ينفجر في وجه المحافظ، كلها تلخص مأساة هذه الأسرة، لكن قضية عياش أسرت قلوب معظم الجزائريين الذين ظلوا متشبثين بأمل رؤيته يخرج حيا،
جندت معظم سكان المسيلة الذين ساهموا بكل من استطاعوا من أجل انقاذه، فالآت الحفر الموجودة في المكان كلها ملك لشركات خاصة لم يتوان أصحابها في وضعها تحت تصرف فرق الإنقاذ، وآلاف المواطنين جاءوا ونصبوا الخيام في المكان للمساعدة والمساهمة ولو بالوقوف والدعاء. لكن القدر شاء أن يتوفى عياش محجوبي داخل الأنبوب، بعد أن فقد جسمه كل قدرة على الصمود، فلا أكل ولا شرب ولا حتى هواء الا القليل مما كان يتسرب داخل الأنبوب.
إخراج جثة عياش وضعت حدا لهذا المسلسل الدرامي، ووضعت حدا لتساؤلات البعض وتشكيكهم في عدم وجوده داخل الأنبوب، بدعوى أنه من المستحيل، دخول رجل بالغ في أنبوب قطره 35 سنتيمترا، بل إن هناك من ذهب حد القول إن هناك جنية داخل الأنبوب، وأنها هي التي أدخلت عياش داخل الأنبوب ورفضت إعادته!
قضية عياش تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة، بشأن ما الذي كان بالإمكان فعله طوال ثلاثة أو أربعة أيام، لإنقاذ عياش محجوبي. فعائلته وسكان المنطقة يؤكدون أن السلطات المحلية لم تفعل شيئا، وأن كل الإمكانيات التي استخدمت في عملية الإنقاذ كانت ملكا لمواطنين، وأن الوالي (المحافظ) الحاج مقداد لم ينتقل إلى مكان الحادث إلا بعد أيام، وأنه كان بالإمكان جلب رافعات كبيرة وطلب مساعدة شركات حكومية أو اجنبية عاملة في الجزائر ولديها الإمكانيات والخبرة في عمليات الحفر والتنقيب، وأنه لو تم التحرك بسرعة لخرج عياش من الأنبوب حيا!
المحافظ نفى الاتهامات وأكد أنه يتابع تطورات القضية منذ البداية، وأن كل الإمكانيات سخرت من أجل إنقاذ عياش، لكن القضاء والقدر أقوى!