الجزائر - المغرب اليوم
يعمل الفريق محمد مدين المعروف باسم "الجنرال توفيق" مدير المخابرات الجزائرية السابق، في الوقت الذي يواجه فيه النظام الجزائري انتفاضة شعبية حقيقية، بتكتّم شديد وراء الكواليس لمحاولة لعب دور مهم خلال هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الجزائر.
ونقلت مصادر جزائرية مطلعة، مساء الأحد، أن الرئيس السابق القوي للمخابرات الجزائرية، الذي كان على رأس أكثر المؤسسات استراتيجية للنظام الجزائري منذ أكثر من 25 عامًا للقاء الثلاثاء المقبل، الدبلوماسيين الأميركيين والفرنسيين في الجزائر العاصمة.
ويصنع الفريق محمد مدين، المعروف باسم توفيق، الحدث في الجزائر، رغم التزامه الصمت وبقائه بعيدا عن الدوائر الرسمية، وذلك منذ قرار الرئيس بوتفليقة تنحيته وإحالته على التقاعد أواخر عام 2015، واستنادا إلى ذات المصادر فإن الاجتماع الذي سيعقد الجنرال القوي بدبلوماسيين فرنسيين وأميركيين، سيعقد في المدرسة العليا للفنادق والتموين في الجزائر العاصمة ومقرها عين بنيان، وهو مكان شهير للجنرال توفيق حيث يجتمع بانتظام مع المحاورين.
لكن هذه المرة هذا الاجتماع مع الدبلوماسيين الأجانب ليس تافها، والأفضل من ذلك أنها ذات طابع سياسي مبهم للغاية، تضيف ذات المصادر.
وأضافت ذات المصادر أن كبار المسؤولين بالسفارة الأميركية في الجزائر العاصمة، سيتحدثون مع الجنرال توفيق لمعرفة موقفه الحقيقي من الحركة الشعبية التي هزت الجزائر منذ 22 فبراير/ شباط.
ويريد الدبلوماسيون الأميركيون أيضًا فهم الدور الدقيق الذي يمكن أن يلعبه الجنرال توفيق في هذا المنعطف بعينه في تاريخ الجزائر، وظل المسؤول السابق لجهاز "الدياراس" يمثل لغزا حقيقيا في منظمومة الحكم الجزائري، منذ توليه مهام الإشراف على جهاز المخابرات بداية التسعينات إلى غاية إحالته على التقاعد، إذ لم يسبق له الإدلاء بأي تصريح إعلامي أو الظهور عبر أي وسيلة إعلامية.
وشهدت نهاية عام 2015 أول وآخر ظهور إعلامي للفريق توفيق عبر رسالة وجهها للرأي العام، كشف فيها موقفه بشأن قضية محاكمة الجنرال حسان، المسؤول السابق عن مصلحة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات.
وأعلن بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 20 عاما سحب ترشحه لفترة رئاسة خامسة لكنه لم يعلن تنحيه عن الحكم، وأجّل الرئيس الجزائري الانتخابات التي كان مقررا لها الشهر المقبل وهو ما يعني عمليا أنه مدد فترة رئاسته الحالية، لكنه وعد بدستور جديد ضمن خطة للإصلاح، ولم يوقف ذلك الاحتجاجات التي بدأت منذ أكثر من 3 أسابيع ضد النخبة الحاكمة التي ينظر إليها البعض على أنها غائبة عن الواقع.
قد يهمك ايضا:
المعارضة الجزائرية تدعو الرئيس بوتفليقة للتنحي وتطالب الجيش بإدارة المرحلة الانتقالية
الملايين يتظاهرون في الجزائر مجدّدًا للمطالبة بتنحي بوتفليقة ورموزه