الرباط -المغرب اليوم
يحاول أصحاب المطاعم والمقاهى ابتكار طرق جديدة وجذابة لتطبيق قواعد التباعد الاجتماعى المفروضة للحد من نمو فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وذلك فى ظل عودة الحياة لطبيعتها فى أغلب دول العالم مع التشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس التاجى، وفى المملكة المغربية فرضت "الدباديب" الحمراء نفسها لتكون وسيلة الحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعى داخل المطاعم والمقاهى.وتعمد بعض أصحاب المطاعم والمقاهى إلى إلصاق هذه الدباديب وسط كُل 3 كراسى، وذلك تجنباً لأى اصطدام مع الزبائن، وفى نفس الوقت لفرض احترام التباعد الاجتماعى بينهم وفقاً للاحترازات الموصى بها من طرف وزارة الصحة، لمواكبة الرفع التدريجى للحجر الصحى.
ووسط العاصمة المغربية الرباط، وما إن تبادر بدخول واحد من أشهر محال الوجبات السريعة فى المنطقة، يُصوب كريم، الذى اكتفى بالإشارة إلى اسمه الأول، نحو جبينك جهازاً أشبه بمسدس، مُعلقاً بطريقته اللطيفة: "وإن كان جهاز قياس الحرارة هذا ليس مُسدساً حقيقياً فهو على الأقل يقتل فيروس كورونا بمُحاصرته ومنع انتشاره".تقف لثوان، ثم يُبادر بتسجيل بياناتك مطالبًا إياك بتعقيم يديك بالمحلول الموضوع بالمدخل، وما إن تدخل المطعم تجد أن الدباديب احتلت نصف الكراسى الممتدة على طول المحل، تاركة النصف الآخر للزبائن.
"فى ظل هذا الوضع تكون مُجبراً على الجلوس بعيداً عن باقى رواد المكان، ولو جئتم إليه معاً"، هكذا قالت إكرام، التى اكتفت بالإشارة إلى اسمها الأول أيضا، والتى أتت رفقة صديقتها للمطعم لتناول وجبة سريعة فى استراحة منتصف اليوم، وذلك وفقًا لما نشرته "العين الإخبارية".وبينما تنهمك وصديقتها فى اختيار طلباتهم عن بعد، علقت إكرام، "نخرج للشارع ونأتى المطاعم لنتقرب من أصدقائنا، وإلا فتناول الطعام فى المنزل أو المكتب سيكون أفضل"، وأضافت "لكن الظروف أكبر منا جميعاً ويجب علينا التأقلم مع الوضع، فنصف لقاء خير من لاشىء"، وتابعت "3 أشهر لم ألتق صديقتى بسبب الحجر، وها نحن اليوم على الأقل تمكنا من التحكم فى انتشار الفيروس، وعُدنا جُزئياً لروتيننا، لكن الحرب لم تنته بعد، يجب علينا الالتزام أكثر بالتباعد والنظافة".
وتختار الصديقتان ما ستأكلانه، ثم تطلبان من النادل القدوم، فيحضر مرتديًا بذلته المُعتادة، وعلى رأسه وضع واقياً شفافاً، وتحته كِمامة تُغطى نصف وجهه، ثم يقف بعيداً عن الفتاتين لأخذ طلباتهما فى جو من المزاح بسبب الوضع القائم، مُعلقاً: "وجهى صار لونه مقسوماً لنصفين، تحت الكمامة فاتح وما دونه أسمر"، لتُقاطعه إكرام "كُنا نرسم على أجسادنا بآثار الشمس، لكن كورونا جعلتنا هذه السنة نكتفى بالرسم على وجوهنا فقط".
ويوضح الشاب العامل فى المطعم، أن وضع "الدباديب" على المقاعد جاءت لتفادى الاحتكاك مع بعض الزبائن غير المتفهمين، موضحاً أنه فى الأيام الأولى لإعادة استئناف النشاط التجارى كان بعض الناس يرفضون الجلوس متباعدين، وقال: "وجدنا صعوبة فى إقناع بعض الزبائن بضرورة ترك مقعد فارغ بين كُل مقعدين، وذلك للحفاظ على مسافة الأمان الموصى بها من متر إلى متر ونصف"، معلقاً "هى ديكتاتورية لطيفة، سيستفيد منها الجميع، ونظل كُلنا فى صحة وسلامة".
وأوضح أنه بعد تفكير طويل، توصل الطاقم المشرف على المطعم إلى هذه الفكرة، مشيراً إلى أنها فى ذات الوقت حصدت تفاعلاً لطيفاً من طرف الزبائن، وأدت إلى الغاية المنشودة وهى الحفاظ على مسافة الأمان، وأيضاً تشغيل المطعم بطاقة استيعابية لا تتجاوز 50%.وفى 24 يونيو الماضى، قامت السلطات المغربية بتخفيف القيود التى جرى فرضها فى وقت سابق لمُحاصرة تفشى فيروس كورونا فى البلاد، ومن بينها السماح للمقاهى والمطاعم باستقبال الزبائن شريطة عدم تجاوز 50% من الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمحلات.وفى هذا الصدد، يتخذ أصحاب المقاهى والمطاعم فى المغرب، تحت إشراف ومراقبة من السلطات المحلية، مجموعة من التدابير الاحترازية، كتوفير المعقمات والمواد الكُحولية، وقياس الحرارة للزبائن والعاملين بالمقاهى، إضافة إلى وضع الملصقات التوجيهية سواء فى الجدران أو على الأرض.
وقد يهمك ايضا:
انطلاق أوّل مطعم بريطاني مُصمَّم للحفاظ على التباعد الاجتماعي
شجار وتشابك بالأيدي بمطعم في أركنساس لتجاهل التباعد الاجتماعي