الرباط - المغرب اليوم
وجوه فنية جديدة من المرتقب أن تلج مجلس النواب بالبرلمان المغربي، بعد انتخابات 8 سبتمبر 2021، من بينها وجهان تلفزيان معروفان.ونادرا ما يبرز فنانون في المشهد الحزبي المغربي، إذ لم يتمكن من ولوج البرلمان في السنوات العشر الماضية إلا وجهان فنيان، ترشحا باسم حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار.وبقميص “الحمامة” تمكنت هذه السنة فنانتان من دخول البرلمان، هما فاطمة خير وكليلة بونعيلات، في ظل نقاش رافق ترشح وجوه تلفزية حول علاقة الفنان بالعملية الانتخابية، دخل على خطه رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران.في هذا تتحدث الفنانة البارزة فاطمة خير عن “الانتماء السياسي” للفنانين، وأهمية حضورهم تحت قبة البرلمان، و”القضايا الكبرى” التي تعد بالدفاع عنها.
ما رأيك في النقاش الواسع الذي رافق، هذه السنة، مسألة الانتماء السياسي للفنانين؟
هذا السؤال طالما لاكته الكثير من الألسن، وخلق سجالات بين مؤيد ورافض، وكأن الممارسة السياسية فصّلت على مقاسات شرائح مجتمعية دون أخرى، وعلى الفنان أن يظل خارج الانتماء والممارسة السياسية، علما أن ممارسة الفن هي ممارسة سياسية بامتياز، وأن الفنان لا يمكنه أن يعبر عن قضايا مجتمعه دون أن يكون له انخراط فعلي في المجال السياسي، معرفيا وممارساتيا.لهذا نجد أن هذا النقاش في الدول الديمقراطية غير مطروح بالمرة؛ لأن الديمقراطية في العمق هي احترام الاختيارات والتوجهات والانتماءات أيضا. وأظن أن المغرب، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، أصبح نموذجا لما أنتجه المسلسل الديمقراطي الذي رسمت معالمه وملامحه منذ حكومة التناوب، وأيضا مع دستور 2011.الدارس للممارسة الفنية يدرك بالملموس أن الفنان كان دائما في صلب الممارسة السياسية، لأنها جزء من اهتماماته، ولم يكن أبدا محايدا، بل له انتماء إيديولوجي وفكري وثقافي يعبر عنه من خلال أعماله الإبداعية. ومقولة إن الفنان من الأفضل له أن يبقى محايدا فكرة تناقض دوره كصانع للقيم داخل المجتمع، من خلال موقعه وقناعاته، وأيضا انطلاقا من منطق الاختلاف الذي كان دائما وأبدا أصل الخصوبة.
ما أهمية حضور الفنان في البرلمان المغربي؟
الأهمية مرتبطة أولا وقبل كل شيء بوعينا بالدور الذي يلعبه الفنان داخل المجتمعات، ليس فقط من الناحية القيمية والفكرية والجمالية، بل أيضا في السلسلة الإنتاجية، أو ما بات يصطلح عليها الصناعات الثقافية والإبداعية. علما أن معظم الإشكالات التي يعرفها القطاع الفني مرتبطة في الأصل بهشاشة القوانين والقوانين التنظيمية المنظمة للممارسة الفنية ببلادنا.لهذا، فإن لوجود الفنان في المؤسسة التشريعية قيمة مضافة من شأنها إيصال صوت شريحة لا تشكل أغلبية عددية داخل المجتمع، لكنها قوة اعتبارية تساهم، وبشكل كبير، في إرساء دعائم الديمقراطية وتسويق ثقافة وحضارة الأمة، بالشكل الذي يجعلها قادرة على مواجهة تحديات العولمة.
بعد الفوز بمقعد نيابي، ما الأولويات التي ستدافعين عنها بالبرلمان، خاصة في ما يتعلق بحقوق الفنانات والفنانين وقضايا الثقافة والإبداع؟.
دعوني، إن سمحتم، أستبدل كلمة أولويات بالقضايا الكبرى التي لها أهمية ليس فقط في حياة الفنانين والفنانات، ولكن في حياة مجتمع بأكمله؛ وهي قضية أن الثقافة والفن حق من الحقوق الدستورية التي وجب تعميمها مثلها مثل قضايا التعليم والصحة.بناء الوعي لا يتم إلا من داخل الثقافة والفن، لهذا نجد أن هذا المجال في حاجة إلى تقوية الترسانة القانونية، وهو في حاجة أيضا إلى تقوية السلسلة الإنتاجية، بدءا بالبنيات التحتية في المدن والبوادي، وتقوية ميزانية وزارة الثقافة حتى يمكنها أداء الأدوار المنوطة بها، وأيضا المؤسسات الإنتاجية الأخرى، مع تعديد شبابيك الدعم العمومي وتقويتها، والاهتمام أكثر بتقوية الجانب الاجتماعي والاعتباري للفنان؛ على أن يتم فتح حوار وطني حول الثقافة والفنون مع كل التنظيمات والهيئات المهنية بغية صياغة تصورات واقعية وعملية، علما أن هناك تنظيمات فنية مهنية كانت لها مبادرة صياغة العديد من المشاريع والمقترحات في هذا الشأن.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :