وجدة - كمال لمريني
ترأس عامل إقليم بركان عبد الحق حوضي، الأربعاء، أشغال الاجتماع المنظم من طرف العمالة، بشراكة مع الوكالة الحضرية في وجدة، والذي خصص لتدارس مشروع وثيقة المخطط المديري للتهيئة العمرانية لبركان الكبرى.
ويأتي عقد هذا الاجتماع، في إطار تفعيل مبادئ الحكامة الترابية، وتعزيزًا لآليات التواصل بين الوكالة الحضرية لوجدة وشركائها الأساسيين في ميدان التعمير والبناء، خصوصًا أمام الضغط العمراني المتزايد الذي يعرفه إقليم بركان، سواء على المستوى الحضري أو القروي.
وأكد عبد الحق حوضي، أنّ أهمية هذه الوثيقة في استعمال المجال، وتوجيه وتنظيم التهيئة العمرانية، وتقويم الإختلالات داخل النسيج العمراني، بالإضافة إلى كونها أداة لتخطيط وتحديد التوجهات الكبرى للتوسع العمراني، سواء داخل المدن أوالمناطق المحيطة بها على مدى (25 عامًا) في إطار من التوازن بين المجالين القروي والحضري، وتأهيلهما تأهيلًا صحيحًا للاستجابة إلى تطلعات المواطنين في توفير السكن اللائق، والسكن الاجتماعي، وإنعاش وجلب الاستثمار، وخلق فرص الشغل خدمة للتنمية .
ويهدف مخطط توجيه التهيئة العمرانية إلى تحديد اختيارات التهيئة في إطار تفاعلها مع محيطها، وتحديد المناطق العمرانية الجديدة مع الحفاظ على الأراضي الزراعية والمناطق الغابوية، والمناطق ذات أهمية تاريخية أو بيئية التي تتولى السلطات التنظيمية تحديدها، بالإضافة إلى تحديد الأغراض العامة المخصصة لها الأراضي (الزراعية، والغابوية، وسكنية، وصناعية، وتجارية، وسياحية).
ويروم المخطط إلى تحديد القطاعات التي يجب إعادة هيكلتها أو تجديدها أو هما معًا، وتحديد مبدأ الصرف الصحي، والأماكن الرئيسية لمعالجة المياه المستعملة، ومطارح النفايات، وتحديد مبادئ تنظيم النقل، وحصر برمجة مختلف مراحل تطبيق المخطط المديري حسب الأولويات.
وتميز هذا الاجتماع بالعرض الذي ألقاه نائب مدير الوكالة الحضرية لوجدة السيد سعيد لهبيل، تطرق فيها إلى مزيد من التوضيحات حول مشروع وثيقة المخطط المديري للتهيئة العمرانية لبركان الكبرى، ومدى أهميته في تنظيم العمران في الإقليم خصوصًا بالنظر إلى ما يزخر به هذا الأخير من مؤهلات طبيعية هامة، كسهل تريفة الذي يمتد على مساحة 61060 هكتار، تحتل الأراضي المسقية منه مساحة تقدر بـ 10.000 هكتار، كما يتوفر الإقليم على 36651 هـ من الغابة الطبيعية، وساحل على مسافة 14 كلم، ومصب ملوية، إضافةً إلى توفره على تراث أركيولوجي يتمثل في مغارتي الجمل والحمام، سلسلة بني يزناسن التي تمتد على مسافة 170 كلم …
وشهد الاجتماع تحديد الإشكالات الكبرى التي يعرفها الإقليم في ميدان التعمير، والتي يجب معالجتها بتنسيق مع جميع الشركاء، والتي يمكن اختزالها اعتماد الملفات القديمة في مجال التعمير الأمر الذي يسمح بالزحف نحو الأراضي الفلاحية، وإشكالات قانونية تتمثل في عدم تحفيظ الوعاء العقاري ما ينتج عنه انتشار البناء غير المنظم داخل المدن والمناطق المحيطة بها، وإشكالات ذات طابع بيئي على رأسها رمي النفايات والمياه العادمة في وادي شراعة، ووادي ملوية من دون معالجة، إضافةً إلى انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من مختلف مطارح النفايات .
ودعا عبد الحق حوض، جميع الفاعلين، إلى الانخراط والمساهمة في إخراج هذه الوثيقة الإستراتيجية إلى حيز الوجود، خصوصًا وأنّ إقليم بركان يعد من الأقاليم والعمالات 35، التي شملها هذا المشروع الذي من شأنه بلورة مخطط للتعمير واعتماد رؤية واقعية، وعلمية وفق إستراتيجية شمولية متعددة الأبعاد، في مقاربتها العملية للإصلاح الشامل والطويل الأمد، ووضع برنامج زمني للاستشرافات المستقبلية في توجيه العمران، والتأقلم مع التطورات والمتغيرات المتسارعة، بهدف جعل هذه الوثيقة قاطرة إقلاع للنهضة العمرانية والتنمية في هذا الإقليم، وأداة لتأهيل مدن وقرى الإقليم، وجعلها فضاءًا قادرًا على استقطاب الاستثمار، وتقوية قدراتها التنافسية، وإدماج للتقنيات الحديثة في البناء الكفيلة بضمان الوتيرة المطلوبة لسد الحاجيات المتزايدة.